على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ثار جدل كبير حول حالة الانقسام الحاصل داخل جماعة الإخوان المسلمين، وتحدث العديد من الرموز من كل طرف، كل يحتج بما يراه – من وجهة نظره- صحيحا.

ومنذ أن أصبح الإعلام منصة للخلاف، بات الطرح مختلفا وتشعبت الحجج، وكان فريق الأستاذ إبراهيم منير هو الأسبق في استخدام الإعلام، في حين تريث فريق "الشورى العام" إلى أن فك صمته في الأسبوعين الأخيرين، وركز جهده الإعلامي حول القضية الأبرز في هذا الجدل الدائر، وهي مدى صحة انعقاد مجلس الشورى العام وصحة قراراته وقابليتها للتنفيذ.

لذلك، أعددنا هذه الورقة لنضع بين أيدي المهتمين، وبشكل مقارن، أهم ما ذكره كل فريق "إعلاميا" ضمن مجريات الأزمة، بالتركيز على قضية "الشورى العام"، واعتمدنا في ذلك على نماذج مما قاله بعض أعضاء الفريق المؤيد للأستاذ إبراهيم منيروالرافض لقرارت الشورى العام الأخيرة، من خلال لقاءات مذاعة لهم عبر اليوتيوب وهم ( الدكتور حلمى الجزار/ الدكتور محمد الدسوقي/ والمهندس أسامة سليمان )، وما قاله الأستاذ رجب البنا عضو الشورى العام، من خلال الظهور الأول له عبر قناة وطن الفضائية الشهر الجاري .. وشملت أوجه المقارنة ما يلي:

1.  الموضوع المُتحدث فيه
2.  الإفصاح عن المعلومات
3.  الإقرار بانعقاد الشورى
4.  الإقرار بقرارات الشورى
5.  الموضوعية في التناول والطرح

والهدف من ذلك في النهاية هو بيان الحقائق، كما وردت على لسان أصحابها، حتى يمكن للمطلع أن يحكم في النهاية حكما صائبا على موقف كل طرف.

أولا : الموضوع المُتحدث فيه

 

تعرض الفريق المؤيد للأستاذ إبراهيم منير متمثلا في :

الدكتور حلمى الجزار في لقاء (zoom) نُشر لاحقا على اليوتيوب بتاريخ 21/12/2021

https://bit.ly/3Jy7K6H

الدكتور محمد الدسوقى في لقاء (zoom) نُشر لاحقا على اليوتيوب بتاريخ 21/12/2021

https://bit.ly/33lwmjq

المهندس أسامة سليمان في لقاء (zoom) نُشر لاحقا على اليوتيوب بتاريخ 21/12/2021

https://bit.ly/34B2tfS

للأزمة الحاصلة داخل الإخوان بشكل مباشر وصريح وبتفاصيل كثيرة .

بينما لم يتعرض فريق الشورى العام متمثلا في الأستاذ رجب البنا إطلاقا للأزمة، في حديثه عبر قناة وطن بتاريخ 7/2/2022

https://bit.ly/34AvMiF

 واكتفى بدلاً من ذلك بالحديث عن القواعد العامة والأسس الرئيسية التي تمثل المرجعية الأساسية للقرارات داخل جماعة الإخوان المسلمين.

ثانيا : الإفصاح عن المعلومات

ركز الأستاذ رجب البنا في حواره على المعلومات التـأسيسية فقط، والتي تُنهي الجدل الحاصل بشكل كبير حول الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين وانعقاده ودوره، وكان هذا هو الجزء الأهم على الإطلاق في كل ما قيل من الجميع إلى الآن .

في حين أسهب فريق الأستاذ إبراهيم منير في ذكر معلومات تنظيمية حول الجماعة، على تفاوت بينهم . وسنكتفي بعرض بما قاله الدكتور حلمي الجزار- ممثلا لهذا الفريق - خاصة أنها معلومات ثبت كونها غير صحيحة !

• ذكر الدكتور حلمي الجزار في لقاءه – المشار إليه سابقا-  أن أعضاء الشورى العام الموجودين خارج مصر حوالي 30 عضوا (الدقيقة: 14.45) .
• كما ذكر أن مجلس الشورى العام للجماعة الذى اُنتخب عام  2010 وصل عدده إلى حوالي 126 عضوا، ومن ثَمّ فالنصاب القانوني حوالى 64 عضوا (الدقيقة : 17.21)
• كذلك ذكر الدكتور حلمي فى اللقاء نفسه أنه لم يحدث أن اجتمع مجلس شورى لأيا من المحافظات لكي يتم الاختيار من بين أعضائه مسئولا مكتب لهذه المحافظة، والذي سيُعين بالتبعية كعضو شورى عام (الدقيقة : 21.43)

بينما اقتصر الأستاذ رجب البنا على ذكر الحقائق والأسس التي ينبنى عليها القرار .

• فذكر في لقاءه بقناة وطن أن من يدير الجماعة الآن هي منظومة متكاملة، جزء منها مجلس الشورى العام وهو المرجعية العليا فى الجماعة (الدقيقة : 11.35)
• كما ذكر أن غياب مكتب الإرشاد لا يشكل فراغا لائحياً داخل الجماعة؛ لأن الجهة التي تشكله موجودة وهو مجلس الشورى العام (الدقيقة : 14.18)
• وذكر الأستاذ رجب أن المرشد العام هو الرئيس العام للجماعة وهو الذي يمثلها ويرأس مجلس الشورى العام . لكن عند التصويت على القرار، يصدر القرار بشكل مؤسسي (الدقيقة : 36.53)
• وفى رد على سؤال المذيع كيف أن ولاية الشورى العام الحالي موجودة منذ عام 2014 ... أجاب الأستاذ رجب بأنه لا انتهاء لهذه الولاية إلا بانتخابات جديدة ، وذلك حسب اللائحة في المادة السادسة عشر فقرة باء (الدقيقة : 29.08)
• كما ذكر الأستاذ رجب أن مجلس الشورى العام له الحق الأصيل في تفسير اللوائح وحسم أي التباس أو خلاف حول أى بند من بنود اللائحة (الدقيقة : 47.53)

ثالثا : انعقاد مجلس الشورى العام

تناقض فريق الأستاذ إبراهيم منير في موضوع انعقاد مجلس الشورى العام !

ففى حين شكك الدكتور حلمي والمهندس أسامة في موضوع الانعقاد وصحته، أثبت الدكتور الدسوقي ذلك الانعقاد ولم يشكك فيه !

بينما أثبت الأستاذ رجب صحة ذلك الانعقاد وعلى نحو مفصّل، لم يذكره أي عضو من فريق الأستاذ إبراهيم منير .

حيث أكد الدكتور الدسوقى في حديثه، أن هناك مجلس شورى في الداخل والخارج، وأنه ينعقد بصفة دائمة، ولم يُبدِ أي اعتراض على صحة الانعقاد أو صحة التصويت في جلساته .

فيما ذكر الدكتور حلمى في حديثه، أنه لايوجد تواصل مباشر بين أعضاء الشورى العام بالداخل مع أعضاء الشورى العام بالخارج! والموجود فقط هو قناة واحدة محدودة (الدقيقة : 14.51)

وهو ما اتفق معه المهندس أسامة في أن صحة انعقاد مجلس الشورى العام يكون بالاجتماع (المباشر) – وهو ما لم يحدث - وليس بالتمرير (الدقيقة : 26.29) .

من جانبه، ميّز الأستاذ رجب البنا :

•  بين شرائح ثلاثة يتكون منهم مجلس الشورى العام، في (الدقيقة : 12.10) من حواره، فذكر أن هناك :

1. أعضاء منتخبون (78 عضو) وهذه الشريحة يكون فيها الاستعواض (يعني يُنتخب بدل المقبوض عليه أو المتوفى)
2. أعضاء معينون - بحد أقصى 15 عضو (وهم من يُعينهم مكتب الإرشاد)
3. الأعضاء حُكما - (لا استعواض فيها)

• ثم ذكر أن مجلس الشورى العام موجود منذ عام 2016 بنفس التشكيل الحالي (الدقيقة : 18.09)

رابعا : قرارات الشورى العام:

تناقض فريق الأستاذ إبراهيم منير في توصيف ما كان يصدر عن مجلس الشورى العام، هل هي قرارات أم توصيات ؟

في حين كان الأستاذ رجب البنا حاسماً بأنها كانت قرارات، مستندا إلى ما قدمه من معلومات .

فنجد الدكتور الدسوقي ذكر أن القرارات التي صدرت عن مجلس الشورى العام هي التي حفظت الجماعة من أزمة 2016 (الدقيقة : 9.27)

فيما ذكر د. حلمي  :

•  أن مجلس الشورى العام منذ 2013 وإلى يومنا هذا (2021) لايجتمع بشكل صحيح (وليس له نصاب حقيقي) (الدقيقة : 16.51)
• كما تحدث عما أسماه  (بدعة الأغلبية بالمتاح) عند أخذ القرارات والتي فسرها بقوله: يعنى لو المتاح 15 يبقى الأغلبية 8 ! (الدقيقة : 17.30)

بينما ذكر م. أسامة :

• أنه طيلة هذه الفترة (20/8/2013 - 28/8/2020 ) كانت اجتماعات الشورى العام ، اجتماعات تشاورية، وأن ما يصدر عنها مجرد توصيات وليست قرارات، إلى أن تُعتمد من القائم بالأعمال (الدقيقة : 25.07)
• ثم عاد المهندس أسامة التأكيد على هذا المعنى في الدقيقة (28.04) بأن الشورى العام الذي كان (تشاوريا) تحول فجأة إلى (شورى) له قرارات !

من جانبه، تحدث أ. رجب البنا عن :

•  قضية (الاغلبية بالمتاح) من أعضاء الشورى العام والتي يُؤخذ على أساسها قرارات الشورى العام، فقال في (الدقيقة : 25.10): إن المقصود بالمتاح ، هو المتاح من النصاب اللائحي (78 عضو) .
•  أكد أن مجلس الشورى العام اجتمع أكثر من 12 مرة خلال الـ 9 سنوات الماضية بنفس التشكيل وبنفس الآلية (الدقيقة : 18.25)
• أن الانتخابات التكميلية التي جرت لمكتب الإرشاد في 2009 كانت بالتمرير ولم يعترض أحد ! (الدقيقة: 25.47)
• حتى أنه تم انتخاب د. محمد بديع مرشدا لجماعة الإخوان بآلية التمرير في 2010 ولم يعترض احد (الدقيقة : 25.54)
•  وإن انسحاب الإخوان في جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب المصرية عام 2010، كان بقرار من مجلس الشورى، وكان بالتمرير (26.24)

خامساً : الموضوعية في الطرح والتناول

أبدى أعضاء فريق الأستاذ إبراهيم منير آراءهم الشخصية فيما يحدث بشكل واضح، وسنعطي فقط مثالين للدكتور حلمي والمهندس اسامة، وكان المتوقع – بحسب الصفة التي يتحدثان بها – ان يتم إبداء تلك الآراء داخل البيت الإخوانى (مجلس الشورى العام) .

بينما تجنب الأستاذ رجب تماما أية آراء شخصية في لقائه .

 الدكتور حلمى الجزار :

• بعد أن قال في الدقيقة (13.11) أنه إذا وجدنا خللاً وجب أن نصلحه، عقّب بأن الجزء الأكبر من الشورى العام هم التنفيذيون (الدقيقة : 13.20) وهذا يتنافى – في رأيه – مع الطبيعة الشورية لمجلس الشورى العام، مما اعتبره الدكتور أحد أوجه النقد التي تُوجه للشورى العام (الدقيقة : 14.02) !

 المهندس أسامة سليمان :

عرّض المهندس أسامة بالدكتور محمود حسين ، حين ذكر أن الدكتور محمود لم يحضر الهيئة منذ اعتماد الوثيقة (3/2021-7/2021)، وعلل ذلك بأن المرجعية ستنتقل من د محمود حسين الى الهيئة، وحتى لا يُضفى الدكتور محمود شرعية للهيئة لم يحضر ! خاصة انه قد سبق اعفاءه من الامين العام فى 9/2020 (الدقيقة : 29.24) !

 

الخلاصة :

1. تحدث فريق الأستاذ إبراهيم منير بالتفصيل وبشكل صريح ومباشر عن الأزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين، في حين تجنب الأستاذ رجب البنا ممثل فريق ( الشورى العام) التحدث عن الأزمة، واكتفى بذكر القواعد الحاكمة والأسس الضابطة للقرار داخل الجماعة .
2. أسهب فريق الأستاذ منير فى ذكر معلومات عن وقائع ما دار داخل الإخوان المسلمين بالأسماء والأرقام والأحداث، والتي تبين أن كثيرا منها غير صحيح، خاصة فيما يتعلق باكتمال نصاب المجلس وآلية التمرير وقرارات المجلس، في حين تحدث الأستاذ رجب فقط عن المعلومات التأسيسية والتي وضعت النقاط على الحروف فيما يخص انعقاد الشورى العام وقراراته، خاصة اكتمال نصاب المجلس وآلية التمرير وقرارات المجلس.
3.  شكك فريق الاستاذ ابرهيم منير، خاصة الدكتور حلمي فى النصاب الصحيح لانعقاد المجلس، مشيرا إلى (بدعة الأغلبية بالمتاح) !! في حين أثبت الاستاذ رجب حقيقة (الأغلبية بالمتاح) والتي انعقد بها مجلس الشورى أكثر من 12 مرة ولم يعترض أحد!
4.  شكك فريق الأستاذ إبراهيم منير فى انعقاد مجلس الشورى، وقدرته على اتخاذ قرارات بسبب آلية التمرير وعدم قدرة المجلس بالداخل والخارج على الاجتماع، في حين أثبت الأستاذ رجب البنا أن مجلس الشورى انعقد اكثر من 12 مرة وبحضور فريق الأستاذ ابراهيم منير وأصدر قرارات - كما فى السابق - بآلية التمرير ولم يعترض عليها أحد.
5. غمز فريق الأستاذ إبراهيم منير أكثر من مرة في الأشخاص (خاصة الدكتور محمود حسين) ..في حين لم يذكر الأستاذ رجب البنا أي شخص بتلميح أو تصريح .