إضرابات ومحاولات انتحار: سجن العقرب يفضح جرائم القتل المتعمد للسجناء

الخميس - 12 آغسطس 2021

قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، 10 أغسطس 2021، إنها علمت عن إضراب عدد كبير من نزلاء سجن العقرب شديد١، إضافة إلى عدد من محاولات الانتحار بين السجناء، بسبب التضييق المتواصل، ومنع الزيارات، والتريض، وظروف الحبس المأساوية.

وتواترت الأنباء حول زيادة مطردة في أعداد المضربين عن الطعام، تزامنا مع منع السجناء من حقوقهم الأساسية، وأوضاع الحبس اللا إنسانية، والتي لا تضمن الوفاء بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة الواجبة للسجناء.

33 ضحية في 2021

خلال الأيام المنصرمة من شهر أغسطس وحده قضى ستة معتقلين سياسيين في 9 أيام، هم: محمد محمد أنور ( 2أغسطس)، خالد سعد العدوي (3 أغسطس)، صالح  بدوي (4 لاأغسطس)، تاج الدين عبدالله عبدالقادر علام (10 أغسطس)، محمود عبدالحكيم الهمشري و وليد صالح سعودي (11 أغسطس)

من جانبها، أعلنت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أمس، وفاة المواطن وليد صالح سعودي، داخل محبسه بقسم أول المحلة الكبرى، بعد اختناقه متأثراً بارتفاع درجة الحرارة داخل حجز القسم قبل اخلاء النيابة سبيله بكفالة، وقبل إنهاء الإجراءات وافته المنية.

سعودي هو الحالة رقم ٣٣ لضحايا الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز الرسمية منذ بداية العام الجاري.

73 ضحية في 2020

وشهد عام 2020 وحده 73 حالة إهمال طبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر بينما خلال السبع سنوات الماضية قضى نحو 774 محتجزًا داخل مقار الاحتجاز المصرية المختلفة، حيث توفي 73 محتجزاً عام 2013، و166 محتجزًا عام 2014، و185 محتجزًا عام 2015، و121 محتجزًا عام 2016، و80 محتجزًا عام 2017، و36 عام 2018، و40 عام 2019.

وقالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان: تسبب المنع من التريض في آثار خطيرة على صحة السجناء؛ فأصيب عدد كبير منهم بمشكلات صحية وأمراض جلدية معدية، نظرا لعدم تعرضهم للشمس.

وازداد الأمر سوءا مع عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة بالعلاج، وقلة أدوات النظافة، حيث يبلغ نصيب كل معتقل صابونة صغيرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، للاستخدام الشخصي، ومختلف ألوان النظافة.

قتل بالبطيء

تابعت المنظمة: يتضور السجناء جوعا، بسبب منع الزيارات للعام الرابع على التوالي، وإغلاق الكانتين لفترات طويلة، إضافة إلى قلة المعروض وغلاء سعر السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه.

وهذه الإجراءات العبثية ليست وليدة اللحظة، وإنما هي مستمرة منذ سنوات طوال، ويأتي الإضراب كرد فعل طبيعي تجاه ما يعانيه السجناء من استمرار السلطات فى الانتهاكات المتكررة بحقهم.

وأشارت إلى أن التنكيل المتواصل بالمعتقلين أدي إلى آثار نفسية وجسمانية خطيرة، تزامنا مع استمرار إدارة السجن والسلطات المصرية فى تجاهل الأوضاع المأساوية التي يعيشها سجناء العقرب، والتي تزداد سوءا بمضي الوقت، وكأنها توجه رسالة للمعتقلين مفادها "لن نرحمكم"، وهو الإحساس الذي وصل فعليا للمعتقلين، وتأكد بعد إقدام عدد منهم على الانتحار.

ودقت الشبكة المصرية ناقوس الخطر، بسبب زيادة محاولات الانتحار، والاتجاه المتصاعد نحو الإضراب عن الطعام؛ وهي مؤشرات خطيرة تحتاج إلى الوقوف أمامها طويلا. وتطالب الشبكة بإعادة النظر في أحوال معتقلي العقرب، ومنحهم أبسط الحقوق الواجبة بحق السجناء، ومن أهمها حق الحياة، الذي يتطلب قدرا من الآدمية والكرامة الإنسانية.