إدانة الشيخ رائد صلاح خطوة نحو فرض المفاهيم الصهيونية عن الإسلام
الجمعة - 5 نوفمبر 2021
توفيق محمد- القدس المحتلة
من كان ما يزال يتأمل من القضاء الإسرائيلي شيئا من الموضوعية أو الموازنة القضائية جاء قاضي الصلح في حيفا الذي أدان الشيخ رائد صلاح اليوم ليقول له لا تتوخى منا ذلك.
لم نشك للحظة أن القضاء الإسرائيلي يتعامل معنا كختم مطاطي بيد صاحب القرار السياسي في الدولة .
كنا على يقين كامل وتام من ذلك ، وقد علمنا منذ البداية أن إدانة الشيخ رائد صلاح على الشاكلة التي خاطتها النيابة والمخابرات الإسرائيلية وأرباب القرار السياسي حاصلة.
أيقنا منذ البداية أن هذه المحاكمة التي مَثُلَ فيها الشيخ رائد صلاح بجسده إنما هي محاكمة للمفاهيم الدينية وللعقيدة الإسلامية يراد من خلالها :
١. تحديد المفهوم الإسرائيلي للرباط عن طريق إقراره في المحكمة.
٢.تحديد المفهوم الإسرائيلي للشهادة والشهداء عبر إقراره في المحاكم الإسرائيلية.
٣.تقييد حرية التعبير والإعتقاد وفق تلك المفاهيم التي أقرتها المحكمة الإسرائيلية.
٤. ملاحقة من يتجاوز المفاهيم الإسرائيلية للمعتقدات الإسلامية.
وهذه كارثة حقيقية .
قدر الله لي وقد حضرت السواد الأعظم من جلسات هذا الملف بدءا من الاعتقال وتمديد الاعتقال وتقديم لائحة الاتهام والمداولات وقد شاهدت كغيري كيف أن طاقم الدفاع فند كل ادعاءات النيابة واحدا تلو الآخر بشكل يدعو إلى المفخرة بطاقم الدفاع الذي أبدى فهما حقوقيا وقانونيا راقيا وفهما دينيا ولغويا عميقا ما جعل القاضي يعجب في كل مرة من جديد بهم لدرجة انه قال عن المحامي الأستاذ رمزي اكتيلات أن أمامه مستقبلا مشرقا ما جعل فلدمان يتفاخر أنه تدرب في مكتبه، وكذلك أبدع سائر أعضاء طاقم الدفاع الأساتذة خالد زبارقة وعمر خمايسي وفلدمان كالعادة.
كان بإمكان الشيخ رائد صلاح أن ينكر كثيرا من الأسئلة التي طُرحت عليه لدى التحقيق المضاد في المحكمة لكنه اختار أن يثبت في المحكمة رغم يقينه أن العدل فيها حلم بعيد المنال، لكنه اختار أن يثبت الرواية الإسلامية للمفاهيم والمعتقدات الإسلامية كما نفهمها نحن المسلمين لأنه قرأ منذ البداية نية النيابة ومن يقف خلفها بمحاولة فرض مفهوم إسرائيلي للمفاهيم والعقيدة الإسلامية ولا شك أن الخط الذي اختطه للدفاع عن ثوابت ومعتقدات الأمة أمام التغول الإسرائيلي الذي يسعى من خلال فرض مفهومه إلى مزيد من التغول في المسجد الأقصى المبارك وإلى مزيد من التغول في الإعتداء والقتل بحق أهلنا وأبناء شعبنا ونزع هالة الشهادة وقدسيتها عنهم ليتسنى له وصم من يدافع عن المقدسات والوطن بالإرهاب بصك قضائي.