إثيوبيا نجحت في تبريد الملف: الركود يخيم على مفاوضات سدّ النهضة
السبت - 21 آغسطس 2021
نجحت إثيوبيا بتبريد ملف سد النهضة، فمند انتهاء أديس أبابا من عملية الملء الثاني في يوليو/ تموز الماضي، هدأت وتيرة التصريحات المتبادلة بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان.
ويشهد الحديث عن المفاوضات العالقة منذ أكثر من 10 سنوات، هدوءا منذ إعلان الجزائر عن تقدمها بمبادرة لحل الأزمة، ارتكزت على عودة المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، وهو ما قبلته الخرطوم، فيما اكتفت القاهرة وقتها بإعلان تمسكها بالوصول لاتفاق ملزم بشأن السد.
رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أعرب عن امتنانه لعناصر الحرس الإثيوبي والأفارقة الذين يدعمون بلده الذي يمر الآن بتحديات ملموسة.
وغرد على حسابه في «تويتر» الجمعة: «بودي أن أشكر كل عناصر الحرس الإثيوبي الذين تضافرت جهودهم دفاعا عن هذا البلد الظافر، وأظهروا دعمهم لقوات الدفاع الوطنية في كافة أنحاء بلدنا».
وفي تغريدة أخرى شكر «الإخوة والأخوات الأفارقة والقادة والأكاديميين الذين يدعمون إثيوبيا في وقت حاجتها».
وتناول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية المصري، سر حالة الركود الحالية في مفاوضات أزمة سد النهضة الإثيوبي، ومصير مبادرة الجزائر في هذا الملف بعد تدخلها بناءً على طلب أديس أبابا.
وقال عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «شهد الربع الأول من أغسطس/ آب ارتفاعا كبيرا في إيراد النيل الأزرق يتراوح بين 600 إلى 800 مليون متر مكعب يوميا، وهذا أعلى من المتوسط حوالى 500 مليون متر مكعب/ يوم، ثم انخفض قليلاإلا أنه ما زال أعلى من المتوسط في حدود 600 مليون متر مكعب/ يوم، ويبلغ ما يتم تصريفه من سد مروي، حوالى 800 مليون متر مكعب/ يوم يفقد منها حوالى 10٪ قبل الوصول إلى السد العالي نتيجة التبخر».
وأضاف خبير الموارد المائية: «يبلغ إجمالي إيراد النيل الأزرق حتى اليوم حوالى 12 مليار متر مكعب بزيادة قدرها حوالى 3 مليارات متر مكعب، ما تعادل إجمالي ما تم تخزينه هذا العام في سد النهضة».
وتابع: «حالة هدوء تام تسيطر على المفاوضات حتى وصلنا إلى جلسة مجلس الأمن في الثامن من يوليو/تموز الماضي، أعقبها استعداد من الاتحاد الأوروبي للتدخل ثم مبادرة من الجزائر بناءً على طلب إثيوبي منذ عدة أسابيع» مشيرا إلى أن «استمرار حالة الركود الحالية في المفاوضات يرجع إلى عدة عوامل، منها فشل إثيوبيا في التخزين الثاني بمقدر 3 مليارات متر مكعب أعطى فرصة لمدة عام آخر حيث إن التخزين الحالي ليس مؤثرا ولا يغير من أي سيناريو للحل، وارتفاع فيضان هذا العام حتى الآن بنسبة حوالى 30٪، والحرب الأهلية التي تشهدها إثيوبيا في عدة أقاليم علاوة على حرب تيغراي، والحرائق التي تشهدها الجزائر خلال الأيام الماضية مما أدى إلى تأخير المبادرة الجزائرية».
وقد يتسبب سد النهضة الإثيوبي في كارثة بيئية تهدد سكان ضفاف نهر النيل، فيما تسود حالة من الترقب والحذر الشديد بين سكان دولتي المصب عقب تواتر أنباء عن ظهور تماسيح وخروجها من شواطئ النيل في العاصمة السودانية الخرطوم، التي حذَّرت سلطاتها السكان من خطورة الاقتراب من مياه النهر.
وحذر مدير إدارة الدفاع المدني في الخرطوم اللواء عثمان العطا في بيان صحافي المواطنين من الاقتراب من النيل أو السباحة فيه، حيث تشهد البلاد فيضانات كبيرة تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وظهور التماسيح والثعابين النيلية المفترسة، كما نصح بعدم استخدام قوارب النيل.
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ 10 سنوات دون تحقيق أي نجاح حول حل قضية سد النهضة الإثيوبي، بينما تصاعد التوتر حول في الأشهر الماضية بعد تنفيذ أديس أبابا عملية تشغيل أولى للمنشأة.
المصدر القدس العربي