أمام "مستحيلات" تركيا.. هل تتحقق فعلا انفراجة في العلاقات مع مصر؟

الاثنين - 28 يونيو 2021

عماد الدين أديب، المعروف بقربه من نظام الانقلاب الحاكم في مصر،  كتب مقالا مفصلا بعنوان: "أردوغان السياسي المبتز"، يقول فيه صراحة إن مطالب مصر التي نقلها للأتراك اللواء عباس كامل هي:

1- نحن مع الافعال وليس الاقوال ومع تنفيذ الوعود وليس إبداء -فقط-النوايا الحسنة.

2-لا حديث في أي تعاون او تقارب او تطبيع حقيقي للعلاقات الثنائية قبل قيام الجانب التركي بمجموعة مطالب محددة من الجانب المصري كاملة من دون تباطؤ ومن دون مراوغة ومن دون تجزئة.

3- في ملف دعم تركيا للإرهاب مطلوب من الجانب التركي:

أ- تسليم مجموعة محددة بالأسماء "على يدها دماء مصنفة على انها إرهابية صدرت ضدها احكام وهي تحظى بالرعاية واللجوء من الجانب التركي".

ب- ايقاف أي نشاط إعلامي معادٍ أو تحريضي من الأراضي التركية.

جـ- توقف الدولة التركية عن تقديم الدعم الكامل لجماعة الإخوان المسلمين المصرية.

4- في الملف الليبي تظهر حالة التناقض الأردوغاني المتعارضة بين القول والفعل.

تابع أديب: "المطلب المصري كما أوضحه فريق المخابرات المصرية الذي التقى نظراءه من المخابرات والخارجية التركية كان واضحاً لا يقبل أي مقايضة أو تلاعب او ابتزاز ..المطلب المصري هو قيام تركيا بسحب كل "القوات السورية الارهابية" التي نقلتها ودربتها وسلحتها وأتت بهم من سوريا الى تركيا ومنها الى غرب ليبيا.

لو صح ما كتبه أديب وكانت هذه هي الرسائل التي نقلت لتركيا فسيكون هناك احتمالان:

 (الأول) قبول المطالب المصرية ومن ثم التضييق علي المعارضين وجماعة الاخوان ومنع نشاطهم وربما تسليم من يطالب بهم عباس.

 (الثاني) رفض تركيا مطالب مصر؛ لأنها شروط قبل بحث أي مطالب تركية وليست مقابل مطالب تركية مباشرة تنفذها مصر، وفي هذه الحالة سيستمر نشاط المعارضين والاعلاميين كما هو في تركيا وربما يتم فتح الباب له أكثر.

ما يحاول "أديب" قوله هو أن اردوغان يبتز مصر في ليبيا ليحصل علي ملف الغاز، أو يلعب مع مصر لعبة ليبيا مقابل حصة من الغاز وأن تصبح تركيا لا اليونان هي نقطة تجميع الغاز ونقله نحو اوروبا وبحر قزوين.

تركيا من جانبها، ردت على مطالب نظام السيسي بطريقة غير مباشرة، عبر مقال د. ياسين أقطاي، مستشار الرئيس أردوغان، في "ينى شفق" قبل يومين، والذي قال فيه صراحة "من المستحيل تسليم الشخصيات السياسية التي لجأت إلى تركيا".. كما أن "المستحيل الآخر لدى تركيا، هو أن تسحب وجودها العسكري من ليبيا"..

وبهذا سيظل ملف التقارب يراوح مكانه ما لم تتخل مصر عن مطالبها "المستحيلة"، بحسب وجهة النظر التركية.