أكاديمي ليبي: مصر جندت طاقاتها لتدمير الثورة الليبية وتنصيب حكومة عميلة
الثلاثاء - 10 مايو 2022
تحت عنوان (جذور التدخل المصري الهدام في ليبيا) ، كتب الأستاذ الجامعي الليبي عيسى بغني/ قال في موقع "عين ليبيا"، اليوم الثلاثاء، انتقد فيه السلوك السياسي والمخابراتي المصري في ليبيا منذ ما بعد انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر.
قال: "خلال العشر سنوات الماضية هرول الساسة الليبيون إلى مصر لأكثر من أربعين اجتماعاً جلها برعاية المخابرات المصرية، كما هرول سابقوهم باسم الأخت الكبرى، ومع ذلك لم تفض تلك الاجتماعات إلى أي اتفاق، سوى المزيد من الانشقاق واتساع الهوة بين الفرقاء.
من هذه اجتماعات المؤتمر الوطني مع مجلس النواب، ثم اجتماعات مجلس الدولة ثم اجتماعات توحيد الجيش، وآخرها اجتماعات اللجنة الاقتصادية ولجنة القاعدة الدستورية قبل وبعد رمضان، ناهيك عن الاجتماعات بين السراج ثم الدبيبة وعقيلة وحفتر التي لم تتوقف.
وكانت نتائج تلك الاجتماعات مزيداً من التدخل المصري السلبي الهدام ومزيدا من الحروب، منها حرب فجر ليبيا 2014 وتنصيب ودعم حفتر بالسلاح والذخيرة وتنصيب عقيلة رئيسا غير مُنصّب لليبيا، كما جندت كل طاقاتها للتدخل السيء مثل موافقة البرلمان المصري في 20 يوليو 2020 على تدخل الجيش المصري عسكريا في ليبيا".
أضاف: "لم يتوقف الدور المصري المشين عند هذا الحد بل استعمل عقيلة صالح لإفساد الانتخابات بإصدار قانون انتخابات معيب تحت رعاية مصرية، ثم عمل على إفساد المؤسسة القضائية بتغيير المجلس الأعلى للقضاء، وأخيرا تنصيب حكومة عميلة لمصر والرغبة الجامحة في تمريرها بأي ثمن من أجل التحكم في المشهد الليبي بعملائها.
هذا السلوك الدموي للحكومة المصرية له تاريخ يمتد لأكثر من ثلاثة ألاف سنة وهو ربما أطول كراهية على الأرض، .... بعد وصول عبد الناصر إلى الحكم وفي فترة حربه مع فرنسا وبريطانيا بسبب تأميم قناة السويس صب عبد الناصر جام غضبه علي الملك ادريس السنوسي وادعى أن قاعدة العدم بطبرق قد استخدمت لقصف المواقع المصرية، وتواصلت المناكفات بين ليبيا ومصر لدرجة أن الاستخبارات المصرية أرسلت من يقوم بتفجير آبار نفط في المنطقة الشرقية، ولم يهدا بال عبد الناصر حتى حدث انقلاب 1969م والذي كان عبد الناصر أول المرحبين به".
تابع الكاتب:" مع وصول السادات إلى الحكم واصل القذافي توفير المعونات العسكرية وسداد ديون مصر مع الاتحاد السوفيتي، بل إن الدبابات التي عبرت خط بارليف معظمها كانت ليبية تم دعم الجيش المصري بها، ولكن العلاقات مع السادات ساءت بدعوى أنه انحرف عن الخط الناصري وقام بتصفية مراكز القوى، وكانت نتيجة ذلك حرب الأيام الأربعة بين ليبيا ومصر، والتي اندلعت يوم 24 يوليو وانتهت يوم 27 يوليو 1977م، وقتل وأسر فيها الكثير من الليبيين.
وبعد وصول السيسى للحكم كانت الثورة الليبية نصب أعينه لتدميرها بأي ثمن من أجل عدم إيجاد أي تجربة ديموقراطية ناجحة يشار لها في المنطقة، ولا صوت مُعارض للنظام الاستبدادي العسكري، فقام بتحويل ملف التعامل مع ليبيا للمخابرات المصرية والتعامل معه أمنيا بالتعاون مع السلطات الخليجية لدعم إفشال كل تجارب التغيير في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وكانت ليبيا على سلم أولوياته"
واصل الكاتب: "في فبراير 2014 دعمت مصر خطوات حفتر بل قدمت له كل الدعم الاستخباراتي لشيطنة المعارضين لحكم العسكر، وثم تصفيتهم تحت شعار الحرب على الإرهاب، وفي 16 فبراير 2015 شنت القوات الجوية المصرية هجوم على مدينة درنة وسرت وأودت بحياة أكثر من 64 مدنيا. كما تكرر الهجوم في 26 مايو سنة 2017م، وأخر تلك التدخلات دعم حفتر بالذخيرة والاستخبارات لدخول طرابلس في 4 أبريل 2019م حتى 12 ديسمبر من العام نفسه والتي هجرت أكثر من نصف مليون مواطن من منازلهم وعطلت التعليم مع قفل تصدير النفط، ولا ننسى الخطوط الحمراء التي رسمها السيسي على ليبيا من سرت الى الجفرة وصدقها الساسة الليبيون وكانت النكبة التي أطالت عمر النزاع إلى الآن، وأخيرا أفسدوا كل الاجتماعات من شرم الشيخ إلى الغردقة وتونس وابوزنيقة وغدامس من اجل الرضوخ لمطالب مصر وتنصيب حكومة باشاغا في طرابلس"