أثيوبيا تواصل التحدي وتعلن توليد الكهرباء من سد النهضة الاثنين

الأحد - 12 سبتمبر 2021

شهد ملف سد النهضة علي مدار الساعات الماضية كثير من التطورات، ومنها- في تحد واضح لكل الجهود الدبلوماسية االمصرية السودانية- إعلان  إثيوبيا  عن إنطلاق توليد الكهرباء من سد النهضة يوم غد الأثنين بعد أنتهائها من الملء الثاني.

المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية  دينا مفتي أكد، في تصريحات مستفزة لدول المصب ،  أن إعادة ملف سد النهضة إلى البيت الأفريقي يمثل انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لأديس أبابا   وأنهم نجحوا في عدم تدويل الملف   بمساعدة حلفائهم الدوليين.

وشدد وزير الري الإثيوبي، في تصريحات صحافية، الجمعة، على أنّ "لإثيوبيا الحق الكامل في استخدام مواردها الطبيعية للتنمية ودحر الفقر في البلاد".

في المقابل اكتفت ومصر والدول العربية  بالتنديد في اجتماع جامعة الدول العربية، رغم عتراف وزير  السودان  -في تصريحات صحفية- أن الملء الثاني  للسد أحدث أضرارُا كبيرة على السودان.

وفي سياق متصل، رصدت قناة الجزيرة مباشر   أضرار السيول في ولاية النيل الأبيض جنوبي السودان   ،   التي تسببت بها السيول والأمطار بمنطقة (جـودة) بمحلية الجبلين التابعة لولاية النيل  الأبيض، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

صلوات أمام سد النهضة

زار وزير الري الإثيوبي «سيليشي بيكيلي» موقع سد النهضة برفقة 7 قادة من ديانات مختلفة في بلاده.

وغرد الوزير الإثيوبي باللغة الأمهرية عبر حسابه على تويتر: «قمنا بزيارة سد النهضة اليوم (الجمعة) مع الآباء القديسين من جميع الطوائف، كما صلى الآباء المباركون في المكان، وتمنوا عاما جديدا سعيدا».

وأشار إلى أن القادة الدينيين أقاموا الصلوات في موقع سد النهضة، ونقلوا التحيات الطيبة للجميع بمناسبة رأس السنة الإثيوبية.

وقال بيكيلي في تغريدة أخرى: «إن إثيوبيا لديها آلاف السنين من التاريخ الفخور والسلام والهدوء، حيث عاشت الأديان الرئيسية مثل المسيحية والإسلام واليهودية جنبا إلى جنب، نصلي معا من أجل إثيوبيا ومن أجل الناس والعالم»

ترتيبات عربية غير مؤثرة

في مقابل ذلك عقد وزراء خارجية كل من مصر والسودان وتونس العضو غير الدائم بمجلس الأمن، اجتماعاً تشاورياً على هامش اجتماعات القمة الدورية لمجلس الجامعة العربية رقم 156 على المستوى الوزاري بالقاهرة، أمس الخميس، بحثوا خلاله مشروع قرار مرتقب تعتزم تونس التقدم به لمجلس الأمن، يهدف إلى دعوة القاهرة والخرطوم وأديس أبابا لاستئناف المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيل السد.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أكد حرص مصر على "تجنب صراع مسلح" حول سد النهضة، قائلاً إنّ القاهرة ملتزمة بالمحادثات، وإن "الصيغة كانت دائماً أنه بالنسبة لأي دولة، جميع الخيارات مفتوحة دائماً" في أزمة سد النهضة، مضيفاً أنّ مصر حريصة على تجنب "أي نوع من الصراع العسكري".

من جانبه، أكد وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر الصباح، التضامن الكامل مع مصر والسودان في حل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبية، ورفض أي إجراء أحادي يمس بحقوقهما المائية.

,قالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية مصر والسودان وتونس،  الخميس الماضي ، بالقاهرة، تناول التحرك التونسي المرتقب دعماً للقاهرة والخرطوم في مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة. 

وأضافت المصادر أن اجتماع الأطراف الثلاثة بحث أبرز النقاط التي يجب أن يتضمنها مشروع قرار ستتقدم به تونس لمجلس الأمن، بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي .

وبحسب المصادر نفسها، فإن تونس تعتزم التقدم مجدداً بمقترح لمشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو السودان ومصر وإثيوبيا لاستئناف المحادثات، للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. 

مباحثات مصرية سودانية

وخلال الأسبوع الماضي ، أستقبل   سامح شكري  نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، في لقاء ثنائي مطوَّل يسبق مشاركتهما في اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي بدأ أعماله غداً الخميس واستمر ليومين، وبحثا قضية سد النهضة والتنسيق الثنائي بشأنها والعلاقات مع إثيوبيا وغيرها من الملفات الحساسة.

وكانت مصادر دبلوماسية مصرية، قد كشفت لـ"العربي الجديد" عن تحركات مصرية لدى عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لمنع عرقلة مشروع القرار الذي تعتزم تونس تقديمه خلال الفترة المقبلة بشأن سد النهضة الإثيوبي، ويسعى للحفاظ على حقوق دولتي المصب، مصر والسودان، والتوصل إلى حل عادل للأزمة.

وقالت المصادر إن اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى جرت أخيراً بين المسؤولين المصريين، ونظرائهم في دولة الهند، وذلك في أعقاب تقارير بشأن استعداد نيودلهي لعرقلة مشروع القرار الذي تسعى تونس للتقدم به، ودعم موقف إثيوبيا، في مواجهة مصر والسودان.

وفي وقت سابق ، قالت الخرطوم إن تحليل صور الأقمار الاصطناعية قلل من الآثار الكارثية التي كانت ستحدث على السودان، بسبب الملء الثاني لـ«سد النهضة» الإثيوبي دون اتفاق قانوني وتبادل للمعلومات.

وتشهد أكثر من 53 قرية بالجزء الجنوبي الشرقي في جودة وضعا صعبا جراء السيول التي أدت لانهيار المباني ونفوق أعداد كبيرة من المواشي وتلف المساحات الزراعية.