"باب المندب" .. آخر التطورات في التطبيع الإسرائيلي الإماراتي
الخميس - 10 نوفمبر 2022
وقعت إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 في واشنطن اتفاقا لإقامة علاقات دبلوماسية مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحضوره.
وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية، وتلتها البحرين، ثم السودان وأخيرا المغرب، بعد اعتراف الأردن (1994) ومصر (1979) بإسرائيل. وفي يونيو/حزيران، دشن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد رسيما سفارة بلاده في أبو ظبي.
منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات، أبرمت الإمارات وإسرائيل عددا من الاتفاقات التجارية، وارتفع عدد الشركات الإسرائيلية الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والزراعة في البلد الخليجي. وتأمل الإمارات وإسرائيل اللتان تضرر اقتصاداهما بفعل جائحة فيروس كورونا، في تحقيق مكاسب كبرى من اتفاق التطبيع، لا سيما بالنسبة إلى دبي الباحثة عن شركاء جدد في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والأعمال. وفعليا، بلغ حجم التبادل في قطاع الأعمال بين الجانبين في شهر أغسطس/آب 2021م، 500 مليون دولار.[1]
باب المندب آخر المحطات
وتستمر العلاقة الإسرائيلية الإماراتية، في طور النمو والتطور، إلى أن وصلت محطتها الأخيرة الآن وهي التعاون العسكري الاستراتيجي، في الملاحة الدولية وخصوصا في "باب المندب".
حيث كشفت مصادر استخباراتية، الإثنين 7 نوفمبر 2022، أن أمريكا تدعم خلية أمنية مشتركة بين الإمارات وإسرائيل ضمن خطتها لتشجيع "تعاون أمني دائم" بين حلفائها في الشرق الأوسط. [2]
وذكرت المصادر أن مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد" ونجل رئيس الإمارت "خالد بن محمد بن زايد" يقودان خلية أمنية مشتركة مع نظرائهما في جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" وذلك في إطار عملية بناء "هيكل أمني" مشترك بين الدولتين، حسبما أورد موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي.
وأوضح الموقع المعني بالشأن الاستخباراتي أن تركيز عمل الخلية ينصب بشكل رئيس على مضيق باب المندب، ويترأسها قائد القوات الجوية الإماراتية "إبراهيم ناصر محمد العلوي".
الدوافع
الهيمنة الإماراتية على المواني
وتتمتع الإمارات دون باقي دولي الخليج، بخططها التوسعية وخاصة في مجال المواني والملاحة الدولية، وهو ما يجعل الخطوات التي تقوم بها في جنوب اليمن، وخاصة المناطق المطلة على مضيق باب المندب، أمر يتماشى مع هذه الخطط، ويساعدها على ذلك علاقتها المتميزة مع الكيان الإسرائيلي –المستفيد أيضا من هذا الخطط.
حسم النزاع الإماراتي الحوثي
منذ مطلع العام، واشتدت وتيرة النزاع الحوثي الإماراتي، على مضيق باب المندب، بدءت بـ استيلاء الحوثي على سفينة أماراتية وأعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على معظم شمال اليمن، الإثنين 3 يناير، احتجازها سفينة إماراتية، مقابل محافظة الحُديدة بغرب اليمن على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد.
وزعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أن سفينة الشحن الإماراتية، كانت تحمل معدات وآليات وأجهزة عسكرية تستخدم في الاعتداء على اليمن، وتمارس أعمالاً عدائية منذ أسابيع"، حسب قوله.[3]
وفي 4 فبراير 2022 اعتبرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، قيام أبوظبي ببناء 140 وحدة سكنية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب، يأتي في سياق سعيها لفرض كامل سيطرتها على الجزيرة، بعد أن أحكمت الخناق عليها عسكرياً من خلال ميليشيات يمنية موالية لها.
وهذه المساكن تثير التساؤلات مجدداً حول الأهداف من إحكام الإمارات السيطرة على جزيرة ميون بعد إحكام سيطرتها على جزيرة سقطرى في المحيط الهندي، من خلال ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها.
وقالت حكومة الحوثي غير المعترف بها، في بيان، نشرته فضائية "المسيرة" المملوكة لها، إنها "تدين ما تقوم به الإمارات ومرتزقتها من أعمال استيطانية توسعية، واستحداث قواعد عسكرية في جزيرة ميون الاستراتيجية".
الدور المصري المساعد
ولعبت مصر دورا هاما لتثبيت أركان الخطط التوسعية للإمارات، حيث كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" المختص بالشؤون الاستخبارية، أن مصر نشرت أواخر يناير الماضي 10 خبراء عسكريين في عتق عاصمة محافظة شبوة اليمنية للعمل إلى جانب "ألوية العمالقة" اليمنية الجنوبية المدعومة من دولة الإمارات.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن مصر بهذه الخطوة "تُظهر دعمها لحليفها بعد عدة هجمات على أراضي الإمارات في بداية العام الجاري، كما تحاول بذلك تحسين الوضع الأمني في مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية لقناة السويس التي تعد شريان الحياة للاقتصاد المصري".
وأوضح الموقع أن "المهمة الأولى للجنود المصريين منذ انضمامهم لخلية عمليات ألوية العمالقة كانت توحيد الفصائل المتفرقة الموالية للحكومة (حكومة عبدربه منصور هادي) التي أضر انتشارها بعمليات التحالف لا سيما في مدينة مأرب الاستراتيجية، كما سيعملون على جمع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مع الكتائب التي يقودها طارق صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح)"[4]
[2] مصادر استخباراتية: الإمارات وإسرائيل شكلتا خلية أمنية تركز على مضيق باب المندب - Thenewkhalij.news - [المقال الأصلى]