" ثورات الربيع العربي لم تفشل .. و"الثورات المضادة" لم تحقق نجاحا

الجمعة - 16 أبريل 2021

 

  • السيسي ناصب العداء لثورة يناير منذ بداياتها.. وخطابه عنها تحول جذريا بعد توليه منصب الرئاسة
  • عام حكم "مرسي" شهد حريات غير مسبوقة وسعي لإصلاح حقيقى في الحياة السياسية والاقتصادية
  • غياب الإخوان عن الساحة أدى إلى تدمير البنية الاجتماعية وإفقار المصريين و وأد العمل الخيري
  • دور المرأة كان واضحا في الحشد والإعداد للثورة وما تلاها من استحقاقات.. والآن تدفع أثمان غالية
  • رموز الثورة الآن بين مسجون وقتيل ومختف.. وبعضهم تحول إلى مؤيد للانقلاب أو عضو بالبرلمان!

أكد "المركز المصري للإعلام" أن ثورات الربيع العربي لم تفشل وأن "الثورات المضادة" لم تحقق نجاحا، وأنه "ليس صحيحاً أن السنوات العشر الماضية كانت عجافا"، كما يصور البعض.

وقال، في ملف خاص أعده بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة يناير 2011 في مصر: إن عبدالفتاح السيسي ناصب العداء لثورة يناير منذ بداياتها، ووصفه بأنه " عدو الثورة الاول .. يسعي لتشويه صورتها في عيون الأجيال الجديدة ويعلق عليها فشله في مختلف الملفات".

جاء الملف في سبعة أقسام تناول أحدها مظاهر انتقام السيسي ونظام 3 يوليو من رموز الثورة وانقلابهم على أهدافها، كاشفا عن دور الإخوان المسلمين في حماية الثورة وإنجاحها، والشهادات التي قيلت بحقهم بهذا الشأن بعد الثورة.

كما رصد المركز كيفية تعامل الرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي مع الثورة وكيف ينزل مطالبها الى أرض الواقع خلال عام حكمه، الذي شهد حريات غير مسبوقة و" سعي لإصلاح حقيقى في الحياة السياسية" ومحاولة لـ" تحقيق العدالة الاجتماعية"، وجهد دؤوب لتنمية حقيقية وخلق اقتصاد قوي.

وألقى الضوء على دور المرأة المصرية في الثورة، مؤكدا أن دور المرأة كان واضحا في الحشد والإعداد، ومع انطلاقة الثورة انخرطت المصريات في سائر فعالياتها منذ اليوم الأول.

وقال المركز "أنه ليس صحيحاً أن ثورات الربيع العربي، وعلى رأسها ثورة يناير بمصر فشلت، وليس صحيحاً أن الثورات المضادة الممولة من أنظمة عربية رجعية ومستبدة، نجحت، وليس صحيحاً أن السنوات العشر الماضية كانت عجافا، رغم كل ما مرَّ بها من مآسي ومصائب وكوارث ، لكن الحقيقة الوحيدة الصحيحة – حسب استنتاجات الملف- هي أن "مشوار التحرر طويل ومكلف، ومُعبد بالأشواك لكنه ضروري لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

وعن دور "الإخوان المسلمين" في نجاح الثورة استعرض المركز المصري للإعلام شهادات لعلماء ومفكرين ورموز بعضهم أعداء للإخوان، ورصد تحولات بعضهم منذ حكم الريس مرسي ومع الانقلاب وبعد الانقلاب.

وأجاب في قسم خاص على سؤال: " ماذا خسرت مصر بغياب أو "تغييب" الإخوان المسلمين عن ساحة العمل العام، بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013؟".

وذكر في هذا الصدد أن غياب الإخوان عن المشهد السياسي، بالانقلاب العسكري  في مصر، كانت نتيجته غياب الحريات وامتهان الحقوق، محاولة محو الهوية المصرية، تدمير البنية الاجتماعية والإنسانية، تجميد الحياة السياسية، انهيار الاقتصاد وإفقار المصريين، وأد العمل الخيري والأهلي، التفريط في ممتلكات الدولة ومقدراتها، وتراجع دور مصر الإقليمي والدولي.

وأكد أن الرئيس مرسى ترك بصمات واضحة في المجالات المختلفة، و "لم يكن ساذجاً أو مغفلاً، أوليس لديه خبرة وحنكة سياسية، كما يحلو للبعض أن يصفه ، ولو كان كما يتوهم هؤلاء ماانقلب عليه المنقلبون؟!"

ورصد الملف "محطات" تعامل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي مع الثورة،  حيث بدأ بتمجيدها وانتهى بالهجوم عليها وتشويهها، خاصة بعد توليه منصب الرئاسة، ففي ذكراها الرابعة، مطلع 2015، قال "السيسي": إن "ثورة 25 يناير(كانون الثاني) كانت ثورة للتغيير، تحرك بها المصريون وأرادوا التغيير ونجحوا في ثورتهم. وفي وفي الذكرى التالية (2016)، خاطب المصريين قائلا، إن "أي عمل إنساني يخضع للتقييم.. وما اعترى تلك الثورة من انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء".

ومع مطلع 2018، بدأ "السيسي" مرحلة جديدة في خطابه عن ثورة يناير، حيث انفعل "السيسي" خلال كلمة له عقب افتتاحه مشروعا، قائلا: إن "مصر لن تعود لما قبل 7 أو 8 سنوات"، محذرا من أنه قد يطلب تفويضا (شعبيا) لمواجهة من سماهم "العابثين بأمن واستقرار البلاد".

وخلال وخلال مؤتمر الشباب الثامن 2019، حمّل "السيسي" ثورة يناير، مسؤولية بناء سدّ النهضة الإثيوبي، وفي سبتمبر 2020، حمل "السيسي"، مسؤولية توقف مشاريع التنمية للثورة، قائلا: "هناك مشاريع توقفت نتيجة أحداث 2011 وحالة عدم الاستقرار".

وخلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ32، أكتوبر 2020، جدد "السيسي"، هجومه على الثورة، وقال إن هدفها كان "تدمير الدولة وليس التغيير".

قال المركز: "يبدو أن ثورة يناير 2011 هي "الشماعة" التي سيظل السيسي يعلق عليها كل حالات الفشل في ملفات الأمن القومي، وأهمها وأبرزها ملف سد النهضة الإثيوبي".

ورصد الحال الذي آل إليه رموز الثورة بين مسجون وقتيل ومختف قسريا، ومن هؤلاء محمد البلتاجي، صفوت حجازي، شادي الغزالي حرب، هدى عبد المنعم، عصام سلطان، إسراء عبد الفتاح، علاء عبد الفتاح، ماهينور المصري، زياد العليمي، محمد القصاص، عبد المنعم أبو الفتوح، و مصطفى النجار.

كما رصد التحولات التي طرأت على عدد من رموز الثورة ومنهم: وائل غنيم، وائل عباس، أحمد ماهر، أسماء محفوظ، وطارق الخولي.

وأشار الى استهداف نظام السيسي للإخوان المسلمين بشكل خاص باعتبارهم "الفصيل الأكبر" في إنجاح الثورة وحصد نتائجها، مبينا أنه "منذ الانقلاب العسكري تم التحفظ على ممتلكات وأموال الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين، كما اعتقلت السلطات عشرات الآلاف من أعضاء الجماعة، وحكمت على المئات منهم بالإعدام، وعلى الآلاف بالسجن المؤبد"

وبالتزامن مع الذكرى العاشرة للثورة، قررت محكمة مصرية، في 17 يناير 2021، قبول الدعوى المقامة من رئيس لجنة التحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين، والتي تطالب بالتصرف في أموال 86 من قيادات وعناصر الجماعة، ونقلها لخزانة الدولة، وذلك في الوقت الذي صعدت فيه " الداخلية" من حملات الاعتقال التعسفي في صفوف "الجماعة" بكل المحافظات.

وأظهر أحد أقسام الملف دور المرأة المصرية في الثورة، قائلا إن "حواء" المصرية الثائرة وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل فى ساحة ميدان التحرير، تندد بالفساد والقمع والظلم، وتتلقى نفس الضربات الموجعة، وتنال الشهادة فى سبيل الوطن"،  بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة " هيرالد تريبون " الأمريكية.

ثم ساهمت المرأة في كل الاستحقاقات التي انتزعها الشعب عقب الثورة، فكانت النائبة في البرلمان، ووصلت للقصر الرئاسي للمرة الأولى في عهد الرئيس مرسي، وشاركت في صياغة دستور الثورة .. واستمر نضالها وصمودها في كل ميادين الحرية التي امتدت عقب الانقلاب على أهداف ثورة يناير .. ولازالت تدفع أثمان باهظة حتى الآن  وتتعرض لكل أنواع الإيذاء والقسوة، حيث تمر ذكري ثورة ينايرالعاشرة على المرأة المصرية وهي في أشد حالات الكرب والمعاناة بسبب نزعات نظام الانقلاب القمعية الإجرامية ضد النساء وزوجات الشهداء والمعتقلات".

وفي خلاصات ملفه قال المركز المصري للإعلام: " الشعب مدعو اليوم لمعرفة الحقائق كاملة غير منقوصة. لابد أن يعرف الشعب من الصادق المحب لوطنه صاحب المبادئ، ومن الكاذب المخادع ، وليعرف الشعب من هو المخلص لثورة يناير ثورة الشعب، ومن هو المتآمر عليها ، فقد انكشفت العورات وسقطت آخر أوراق التوت التى تدثر بها نظام الانقلاب".