"هيرست": أزمة قناة السويس.. السيسي ليس خطراً على مصر فقط بل العالم
الأحد - 28 مارس 2021
كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، مقالا في "ميدل ايست آي" السبت 27 مارس 2021، أكد فيه أن أزمة قناة السويس كشفت أن السيسي ليس خطراً على مصر فقط بل على العالم أيضا.
وجاء في المقال: " حين افتُتِحَت توسعة قناة السويس، أو ما أطلق عليها "قناة السويس الجديدة"، بطول 35 كيلومتراً قبل 6 سنوات، ظهرت لافتات في شوارع القاهرة تزعم أنّها "هدية مصر للعالم".
وحين أُغلِقَت قناة السويس دون احتفال بواسطة سفينة حاويات طولها 400 متر، جنحت بفعل عاصفةٍ رملية يوم الثلاثاء 23 مارس/آذار، ساد الصمت التام، وطيلة 26 ساعة لم يتحدّث أحدٌ عن إغلاق القناة، أو السفن المتكدسة في البحرين المتوسط والأحمر، أو حتى السفينة "إيفر غيفن" نفسها.
وبدلاً من ذلك، أصدرت هيئة قناة السويس بياناً إعلامياً أعلنت فيه عبور سفينة سياحية إيطالية تحمل على متنها 65 حالة مصابة بكوفيد-19. وساد التعتيم الإعلامي التام.
وفي يوم الأربعاء الـ24 من مارس/آذار، بدأت الأكاذيب تختمر مع أول بيانٍ رسمي يُشير إلى أنّ الجهود "متواصلة لإعادة فتح القناة". وقللت هيئة قناة السويس من تأثيرات ذلك على الملاحة، باعثةً بـ"رسالة طمأنة مفادها أنّ الملاحة ستتواصل كالمعتاد". ولتأكيد تلك الرسالة، سمحت الهيئة لقافلة من السفن بدخول القناة من الشمال في بورسعيد ذلك اليوم.
كما أُخفيت الحقيقة عن شركات الشحن الدولية أيضاً، إذ نقلت شركة شحن Gulf Agency Egypt عن هيئة قناة السويس قولها إنّ سفينة الحاويات العالقة في القناة لأكثر من يوم قد جرى تعويمها جزئياً، وتقف على جانب إحدى ضفتي القناة، وإنّ حركة المرور سوف تُستأنف قريباً.
الحكومة المصرية متمرسةٌ في الكذب؛ إذ تكذب على شعبها كل يوم، ولكنّها في أوقات الأزمات تكذب على المجتمع الدولي أيضاً.
فحين أُسقِطَت طائرة الركاب الروسية عام 2015 بواسطة صاروخ لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد 23 دقيقة من رحلتها التي انطلقت من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبرغ، ألغت روسيا والمملكة المتحدة كافة رحلاتها الجوية إلى المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر فوراً.
وبعيداً عما ستنتهي إليه أزمة قناة السويس، فإنّ هذه الواقعة علّمت العالم درسين قاسيين عن مدى أهمية القناة ومصر بالنسبة للشحن الدولي، وعن مدى كارثية وعدم كفاءة طريقة إدارة الاثنين.
وعدم كفاءة ديكتاتورية السيسي، بعبارةٍ أخرى، ليست مسألة تستوجب اهتماماً دولياً في قضايا حقوق الإنسان وسيادة القانون فقط. إذ إنّ عدم كفاءة السيسي هي مسألةٌ تُهدّد حتى الممرات المائية الدولية الكبرى.
على المدى البعيد، هناك الآن نمطٌ واضح من الانحدار والكارثية في حكم السيسي. فإلى جانب كل القضايا الأخرى التي ورّط بلاده فيها -مثل دعم الجانب الخطأ في ليبيا، والمطاردة المضنية للإخوان المسلمين في الداخل والخارج- كان لدى السيسي قضيتان وجوديتان عليه القلق بشأنهما، لكنّه فشل في كليهما، الأولى كانت قناة السويس، والثانية هي الحفاظ على منسوب مياه النيل.