"ميدل ايست مونيتور": المحكومون بالإعدام في مصر يموتون 1000 مرة
الأربعاء - 7 يوليو 2021
كتب الناشط الحقوقي عمرو حشاد، مقالا في النسخة الإنجليزية لموفع "ميدل ايست مونيتور" البريطاني، بعنوان "سجناء مصريون يموتون 1000 مرة في الحجز"، جاء فيه: " يموتون 1000 مرة. هكذا أصف حياة المحكوم عليهم بالإعدام في السجون المصرية، ينتظرون الموت في أي لحظة، لكن انتظار الموت هو الموت.
الظلم والقمع والقتل، هذه هي الطريقة التي يمكنك بها تصور الموت البطيء الذي يتعرضون له منذ اعتقالهم ويزداد الأمر سوءًا بعد الموافقة على حكم الإعدام لهؤلاء الأبرياء. تكتشف أن أحد المحكوم عليهم بالإعدام يعاني من مرض مزمن وآخر يزيد عمره على 70 عامًا وغير قادر على الحركة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فعندما يحكم عليهم بالإعدام ، يوضعون في زنازين تأديبية أو خاصة (الحبس الانفرادي).
زنزانة السجن التي يضعون فيها المحكوم عليهم بالإعدام في غرفة مظلمة تشبه القبر تمامًا، مترين في ثلاثة، ولا يُسمح لهم بإدخال سوى بطانية واحدة في هذا القبر.
هناك يفتحون لهم الباب مرة في اليوم للذهاب إلى الحمام ... مرة في اليوم ... وإعطائهم رغيف خبز ليأكلوه طوال اليوم. ويبقون على هذه الحال، ينتظرون من يقودهم إلى المشنقة، في كل لحظة يقتلون 1000 مرة وفي كل لحظة يبتلعون ألم الظلم والقمع.
في عام 2015، تم نقلي إلى سجن الاستئناف بالقاهرة واحتُجزت في زنزانة بجوار غرفة المقصلة، ذات يوم استيقظت باكراً على صوت النحيب والصراخ ثم الصمت.
في الليلة التي سبقت الإعدام ، كانت هناك حركة مختلفة في السجن، تمسح الممرات أمام الزنازين بالصابون والماء، ويحرق البخور، وعندما تشرق الشمس، ترى البدلات الحمراء بأغطية سوداء على رؤوسهم.
في اليوم الذي أعدموا فيه خمسة، رأيناهم يدخلون على أقدامهم، ثم تم إخراج الجثث ووضعها جانبًا أمام أعيننا. الأول والثاني والثالث ... كان صوت الصراخ يسمعه الجميع. وضعوا أغطية على أعينهم ، لكن يمكننا جميعًا أن نرى. سقطت على الأرض في زنزانتي مذعوراً. الموت أسهل من الانتظار.
هل سيكون هذا مصير آلاف المظلومين في السجون والمعتقلات المصرية؟ هل يمكن لأي شخص أن يجيب علينا؟
المصدر "ميدل ايست مونيتور"