"مودرن دبلوماسي": سياسات القوى العظمى عمقت الاستبداد في الشرق الأوسط
الأربعاء - 28 يوليو 2021
يشير تحليل حديث لسياسات تدخل القوى العظمى في دول الشرق الأوسط، إلى أن الأساليب المضللة قد غذت حلقة مفرغة من التدخل وعدم الاستقرار على مدى العقد الماضي، خاصة في دول الربيع العربي.
هذه الأساليب المضللة، يتم تشجيعها من قبل الولايات المتحدة والصين، وهي متشابهة في الأساس، فلطالما اختارت الولايات المتحدة استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط بدلاً من الإصلاح السياسي، وهو نهج تتبناه الصين، في ظل صمت مطبق بدعوى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين."
نتيجة لذلك، نجد لدى كل من الولايات المتحدة والصين قناعة بأن المستبدين، بحكم الأمر الواقع، لن يحاسبوا على أفعالهم، وهو ما يوضح رد فعل الولايات المتحدة هذا الأسبوع والصمت الصيني بشأن تعليق الديمقراطية في تونس.
هذه الخلاصات عرضها، اليوم الأربعاء، الدكتور جيمس إم دورسي، وهو زميل أقدم في كلية S. Rajaratnam للدراسات الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة والمدير المشارك لمعهد الثقافة في جامعة فورتسبورغ، في مقال له بموقع "الدبلوماسية الحديثة" (Modern Diplomacy) الأمريكي، حيث أوضح أن مشكلة هذا النهج -الأمريكي الصيني- تكمن في أنه يشجع السياسات القائمة على صورة مشوهة للواقع.
وعرض "دورسي" لدراسة جديدة بعنوان "لا للأيدي النظيفة: تدخلات قوى الشرق الأوسط ، 2010-2020"، أنجزها معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول ومقره واشنطن، واتهمت الصين ضمنيًا بأنها سمحت بعدم الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل متفاقم، عندما تخلت عن مجرد التلميح للاعبين الإقليميين بعدم التدخل في شئون الآخرين من خلال نهج أكثر حزماً، وآثرت البقاء بمعزل والتركيز بشكل حصري على الفرص الاقتصادية.
وأظهرت الصين استعدادها وقدرتها على ضمان أن يرقص اللاعبون الإقليميون على لحنها، عندما تأكدت من امتناع دول الشرق الأوسط والدول ذات الأغلبية المسلمة، عن انتقاد محاولة بكين الوحشية لتغيير الهوية العرقية والدينية لسكانها المسلمين الترك في الشمال الغربي بمقاطعة شينجيانغ.
و تركز دراسة معهد كوينسي على السياسات التدخلية في دول الشرق الأوسط، وتخلص إلى نتيجة رئيسية هي أن مغالطة السياسة الأمريكية لم تكن فقط الاستمرار في محاولة ضرب إيران لإخضاعها، على الرغم من أن الضغط لم يجبر الجمهورية الإسلامية على الانصياع، وأيضا الفشل في الاعتراف بأن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تغذيه سياسات التدخل في دول حليفة لأمريكا تؤيد الوضع الإقليمي الراهن، مثل السعودية والإمارات.
وقدم الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، داني بوستيل، ورقة بحثية ثانية نشرها هذا الشهر مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة دنفر، تدعم تحليل معهد كوينسي، يؤكد فيها الباحث أن الدور الذي لعبته إيران على مدى العقد الماضي في ثلاث دول - لبنان والعراق وسوريا - تكشف عن صورة مختلفة تمامًا: ليست صورة قوة ثورية بل قوة معادية للثورة.
ويخلص الباحث الى أن فكرة أن إيران قوة ثورية، في حين أن المملكة العربية السعودية هي قوة معادية للثورة في المنطقة هي فكرة ثنائية قديمة، حيث تلعب كل من إيران والسعودية دورًا مضادًا للثورة في الشرق الأوسط، وكل منها يسعى إلى تحقيق أجندته المضادة للثورة في مجال نفوذه داخل المنطقة ".
وتزامن نشر تقرير معهد كوينسي مع توجيه الاتهام إلى الملياردير توماس باراك، الذي كان مستشارًا وشريكًا مقربًا من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، بالعمل كوكيل أجنبي غير مسجل في الولايات المتحدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كحالة أخرى وشكل من أشكال التدخل من قبل دولة شرق أوسطية.
بعقب دورسي بأن "هناك القليل من الدلائل على أن التفكير في واشنطن يهتم بدراسة معهد كوينسي أو تحليل السيد بوستل".
وتشير توقعات تقرير معهد كوينسي إلى أن إدارة بايدن لديها فرصة لإعادة صياغة سياستها في الشرق الأوسط بما يخدم المصالح طويلة المدى للولايات المتحدة وكذلك المنطقة والمجتمع الدولي.