بعدما هاجم معارضون مسلسل المخابرات (الاختيار 3) وأكدوا أن تسريباته جاءت في صالح المعارضة وأن صانعيه كانوا كالدبة التي قتلت صاحبها بكشف أكاذيبهم بأنفسه، انتقد المعسكر المؤيد للسلطة بدوره المسلسل.

فقد انتقد محمود بدر، أحد مؤسسي حركة تمرد، التي تشكّلت بهدف جمع توقيعات للإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، تجاهل دوره وعدم الإشارة إلى ما قام به خلال الحلقة التي تناولت تأسيس الحملة، حيث اكتفى صنّاع المسلسل بذكر رفيقيه محمد عبد العزيز وحسن شاهين.

وقال بدر في تغريده على تويتر "أعزائي صنّاع الاختيار 3، في شاب مصري عدّى على تمرد، وكان أول متحدّث رسمي، وكان بيطلع دائمًا يبشر المصريين بأرقامها"، لافتًا إلى أن ذلك كان يعرّضه لكثير من المضايقات والهجوم.

وتابع موجهًا حديثه لصنّاع المسلسل “واضح أنكم نسيتوه.. أظن أنكم مش (لستم) متعمّدين، لأنه لو متعمّدين هتشيلوه إزاي من صورة 3 يوليو”، في إشارة لمؤتمر إعلان عزل الرئيس الشهيد محمد مرسي عام 2013.

إلا أن بدر حذف التغريدة لاحقًا (بأوامر)، وبرر ذلك بأنه "لا يود أن يعطي الفرصة لأن يكون شوكة في ظهر بلدي"، وفق زعمه.

تزوير التاريخ

كما اتهم المذيع توفيق عكاشة صنّاع مسلسل الاختيار بتزوير التاريخ، وحمّل المسؤولية للمؤلف والمخرج وجهات رسمية في الدولة.

وقال عكاشة في تدوينه على فيسبوك: "إلى الأخ هاني سرحان كاتب مسلسل الاختيار، لماذا تزوّر التاريخ من خلال عمل درامي، وتستبعد دورًا لعبته من أجل مصر؟".

وأضاف "الشعب كان خايف يملئ استمارات تمرد، حتى طلبوا مني مناشدة الشعب في برنامجي لكي يتفاعل معهم، وفعلت ذلك، كما أني أخذتهم تحت عباءتي في جميع المليونيات التي ناديت بها في جميع محافظات مصر، وهناك أسرار أخرى موجودة في مذكراتي التي توجد نسخها منها محفوظة في مكان أمين تقص بالحق الفترة من 2011 وحتى 2016".

وقال الكاتب سليم عزوز للجزيرة مباشر: إن الغاضبين كانوا مجرد كومبارس، لأن ما جرى في 30 يونيو 2013 كان مخططًا له قبل أشهر، وفقًا لتأكيد المذيع المقرّب من النظام عمرو أديب.

وأثار “الاختيار 3” جدلًا كبيرًا في مصر، فالمسلسل الذي أنفق عليه بسخاء، ورصدت له ميزانية ضخمة في خضم وضع اقتصادي صعب تعيشه مصر، يسرد من جديد رواية السلطة الحالية للفترة التي سبقت 3 يوليو 2013، وهي سردية كررها الإعلام المصري على مدار 9 سنوات، مما دفع كثيرين للتساؤل عن الجديد الذي يقدمه المسلسل.