"جيوبوليتكال فيوتشرز": مصر لن تكون قوة إقليمية تحت حكم السيسي

الأحد - 13 يونيو 2021

اعتبر مركز "جيوبوليتكال فيوتشرز" الأميركي للأبحاث أن موقف مصر من حرب غزة "تكتيكيا" لا أكثر مؤكدا أن الدولة التي تقبع تحت حكم السيسي والغارقة بالديون والبطالة والمشاكل غير قادرة على أن تصبح قوة إقليمية أو أن تواجه تهديدا وجوديا يخص ماءها.

المركز قال، في تحليل كتبه هلال خشان تحت عنوان (مصر كقوة إقليمية متراجعة): إن "مصر في عهد السيسي تعاني من مشاكل لا تحصى، بينها دين ثقيل ونظام تعليمي ضعيف وبطالة عالية، ولا يمكن لدولة ذات اقتصاد يسيطر عليه الجيش وتواجه تهديدا وجوديا يخص مائها أن تصبح قوة إقليمية".

وعاد الكاتب للتاريخ للتأكيد أنه في يونيو/حزيران 2009، ألقى الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” خطابا إلى العالم الإسلامي مقترحا بداية جديدة في العلاقات العربية الأمريكية. واختار “أوباما” أن يلقي خطابه غير المسبوق في جامعة القاهرة كاعتراف بالدور التاريخي لمصر في العالم الإسلامي.

لكن التطورات اللاحقة، بما في ذلك الانتفاضات العربية وصعود تنظيم “الدولة الإسلامية”، حطمت الآمال في حدوث هذا التحول على كلا الجانبين. وفي المقابل برزت أكثر صورة مصر كقوة إقليمية آخذة في التراجع منذ عقود. وكان ذلك أوائل السبعينيات خلال رئاسة “أنور السادات”، حيث أصبحت البلاد تركز على الداخل بشكل متزايد.

وأعطى النظام الأولوية لمحاربة المعارضة السياسية والتيار الإسلامي في الداخل بدلا من إبراز القوة في الخارج.

ومنذ انقلاب الجنرال “عبد الفتاح السيسي” عام 2013 والذي أطاح بالرئيس الراحل “محمد مرسي”، كانت السياسة الخارجية لمصر انعكاسا لشؤونها الداخلية.

وأشار الكاتب إلى أنه منذ أصبح “السيسي”  رئيسا، ركز على شؤون الأمن الداخلي. وبصفته الرئيس المصري الوحيد الذي ينظم انقلابا للاستيلاء على السلطة منذ عام 1952، ظل اهتمام “السيسي” الأكبر هو السيطرة، وليس إعادة ترسيخ قيادة مصر في العالم العربي.

ومع ذلك، فهو لا يريد أن تلقي السياسات الخارجية العدوانية لولي العهد السعودي والإماراتي بظلالها على الدور التاريخي لمصر في المنطقة.

ولدى “السيسي” مخاوف عميقة من اتفاقات التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل، التي تهدد بإضعاف دور مصر كوسيط في المحادثات مع إسرائيل.