"بورغا": فرنسا انزعجت لـ "أسرار الدفاع" ولم تنزعج لقتل مدنيين مصريين!

الاثنين - 6 ديسمبر 2021

انتقد المفكر الفرنسي والباحث بالهيئة القومية الفرنسية للبحث العلمي، فرانسوا بورغا (François Burgat) انزعاج الحكومة الفرنسية من تسريب وثائق عن تقديم الجيش الفرنسي معلومات استخباراتية لمصر استخدمتها الأخيرة لاستهداف مهربين عند الحدود مع ليبيا وليس مسلحين بزعم انتهاك سرية الدفاع الوطني، ولم تنزعج لمقتل المدنيين.

وقال مدير الأبحاث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي في آكس أون بروفانس، في حوار مع موقع "عربي21": إن العلاقات بين فرنسا ومصر تجاوزت مجرد التعاون السياسي والعسكري والتجاري إلى التواطؤ مع السلطات المصرية في قمع المدنيين وتشجيع الاستبداد في العالم العربي، متجاهلة تاريخها العريق في الحقوق والحريات لاعتبارات سياسية وتجارية واضحة.

واستبعد المفكر الفرنسي أن تؤثر تداعيات فضيحة المهمة "سيرلي" على علاقات الحكومة الفرنسية سواء بمصر أو غيرها من الدول العربية، أو أن تحملها على إعادة النظر في تعاونها العسكري والاستخباراتي معها بسبب نقاط الالتقاء القوية بين باريس والأنظمة العربية الحاكمة التي تعد مصدرا مهما لمبيعاتها العسكرية من ناحية و شركاء مهمين لتجارتها الخارجية فضلا عن التوافق الكبير بينهم في معاداة "الإسلام السياسي".

وكشف موقع "ديسكلوز"، الأسبوع الماضي، أن مهمة "سيرلي" الاستخبارية الفرنسية التي بدأت في شباط/ فبراير 2016 تم حرفها عن مسارها من جانب الدولة المصرية التي استخدمت المعلومات لشن ضربات جوية ضد مهرّبين وليس لمكافحة "جهاديين" كما تنص المهمة.

وبحسب "ديسكلوز"، فإن مهمة "سيرلي" التي تم إخفاؤها عن الجمهور، قد انحرفت عن مسارها الأصلي، وهو مراقبة الأنشطة الإرهابية، لصالح حملة من عمليات الإعدام التعسفي من قبل دولة مصر، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ مكتب الرئاسة الفرنسية بها باستمرار لكنه لم يحرك ساكنا.

وفي رد على سؤال: هل يحرج الكشف عن العملية السرية "سيرلي" التي أدت إلى مقتل مدنيين الحكومة الفرنسية؟ قال بورغا: "لا، للأسف، الكشف عن قضية "سيرلي"، المثيرة للجدل، والتي جعلت من فرنسا شريكًا مباشرًا في قمع المدنيين في مصر لن يحرج الحكومة الفرنسية مطلقا، ولم يولد أي إدانة كبرى من الطبقة السياسية الفرنسية".

المصدر    عربي 21