"الغارديان": تقارير موثوقة تؤكد دعم مصر والإمارات لانقلاب السودان

الثلاثاء - 26 أكتوبر 2021

كان تخبط الأذرع والكتائب الإعلامية المصرية في وصف انقلاب السودان واضحا، وهو ما فسره خبراء بأن نظام السيسي كان له دور ما في الانقلاب، بينما أكدت تقارير محايدة أن هناك إسناد مصري- إماراتي لهذا الانقلاب، و هناك مايشير إلى تخطيط مسبق وتنسيق مع الدولتين المعنيتين بالقضاء على أي مسار ديمقراطي في الدول العربية.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين،  تحليلا للمعلق بيتر بيومينت، تناول فيه تساؤلا حول وجود دعم إماراتي مصري للانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني.

وأورد الكاتب أنه من بين الذين حذروا من إمكانية توسع العنف في الأزمة المتصاعدة هو تيودر ميرفي، مدير برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الذي اقترح أن الجيش تحرك خوفا من إضعافه، وأن تحركه حظي بدعم من دول خارجية.

وقال: "هناك تقارير موثوقة بأن مصر والإمارات العربية المتحدة دعمتا توجه القوات السودانية المسلحة".

ولفت إلى أنه يتوقع "اضطرابات جديدة في الأسابيع المقبلة، حيث سيحاول أنصار الديمقراطية/أنصار الحكم المدني الخروج إلى الشوارع ومحاولات الجيش سحق الثورة".

أضاف بيومينت أن أنه في عام 2019، في أعقاب سقوط "الزعيم المستبد" عمر البشير الذي استولى بنفسه على السلطة في انقلاب مدعوم من الجيش في عام 1989، كان احتمال حدوث انشقاقات في التسوية السياسية الوليدة واضحا بالفعل.

وذكر بومونت أنه في الوقت الذي أرسل فيه ممثلو حركات التمرد في البلاد وفودا إلى الاحتجاجات العامة في الخرطوم، وناقش الطلاب إمكانيات الديمقراطية في المقاهي الصغيرة التي أقيمت على الأرصفة خارج الجامعات، كان الجيش -الذي أزال دعمه عن البشير- يراقب جنوده الذين كانوا يتدفقون على نقاط التفتيش.

وذكر الكاتب أنه من بين الذين حذروا من احتمال اتساع نطاق العنف في ظل الأزمة المتصاعدة مدير برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ثيودور ميرفي، الذي أشار إلى أن الجيش تصرّف خوفا من إضعافه، وأن تحركه كان مدعوما من دول خارجية.

وقال إن "تقارير موثوقة تشير إلى أن مصر والإمارات تدعمان التوجه العام للقوات المسلحة السودانية". وأضاف أن "المظاهرات بدأت، ومن المتوقع حدوث اشتباكات بين مؤيدي الجانب المدني وأخرين يدعمون القوات المسلحة السودانية وبعض الحركات المسلحة".

وتابع ميرفي "من الواضح للغاية أن حركة الاحتجاج الموالية للمدنيين لا تزال كبيرة العدد، وأنها مقتنعة بأنه على الرغم من تأكيدات القوات المسلحة السودانية، فإن ما يحدث هو انقلاب فعلي".

من جهة ثانية، وتحت عنوان: ‘‘في السودان.. شعب في مواجهة جيشه’’ خصصت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية ملفاً للتطورات في السودان، وقالت في افتتاحيتها، إن تاريخ السودان تطبعه منذ عقود عديدة من الزمن سلسلة طويلة من الانقلابات والحروب الأهلية، وإن المعارك بين الفصائل والجماعات العرقية والحروب الدينية والبؤس المزمن هي نصيب السودانيين، كما أن  استقلال جنوب السودان في عام 2011، والذي كان ينبغي أن يجلب بعض مظاهر السلام إلى المنطقة، لم يأت بأي جديد.

وأشارت “ليبراسيون” إلى أن مجلس السيادة العسكري- المدني، المسؤول عن قيادة التحول الديمقراطي الذي بدأ في عام 2019 بعد ثلاثين عاما من ديكتاتورية عمر البشير، قد وعد بإنعاش الاقتصاد، لا سيما من خلال التفاوض على تخفيف عبء الديون. غير أن هذه الوعود بقيت حبراً على روق.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن تركيا وروسيا ستدخلان على الخط  كذلك. وبالتالي، فإننا نشهد تحولاً مناهضاً للغرب في السودان، الذي يعد محور رقعة الشطرنج الأفريقية، خاصة منذ اعتراف الخرطوم بإسرائيل بناءً على طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتساءلت ‘‘ليبراسيون’’: “هل ينجح الشارع في مقاومة هؤلاء العسكريين؟”. موضحة أنه علاوة على التغريدات البسيطة للتضامن مع السلطة المدنية، فإنه ما يزال لدى الدول الغربية روافع أو أدوات تأثير، اقتصادية خاصة، يجب تفعيلها إذا أرادت هذه الدول الغربية تجنب رؤية السودان، البلد الاستراتيجي في شرق أفريقيا، والذي سقط مجدداً بين أيدي الجيش.

المصدر      الجزيرة+ القدس العربي