"السلام الإبراهيمي": إعادة تشكيل الشرق الأوسط برؤية توراتية صهيونية
الثلاثاء - 4 مايو 2021
في 15 سبتمبر/أيلول 2020 في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، استضاف الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترمب، مراسم توقيع "اتفاقات أبراهام" التاريخية، التي شملت معاهدة سلام بين الإمارات وإسرائيل، و"إعلان تأييد السلام" بين الأخيرة والبحرين، تمهيداً لمعاهدة لاحقاً.
وأصبحت بذلك الإمارات والبحرين ثالث ورابع دولتين عربيتين تكسران محظورات التطبيع الشعبي مع إسرائيل، بعد اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، ومع الأردن عام 1994.
وكان لافتا ومثيرا استدعاء ترامب للفظ له مدلول ديني، حيث إطلاق مسمى "أبراهام" على هذا الاتفاق الذي أعلن عنه في 13 أغسطس/آب 2020
السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، برر سبب إطلاق تلك التسمية على الاتفاق، قائلا: "إبراهيم كان أبا لجميع الديانات الثلاثة العظيمة، فيشار إليه باسم (أبراهام) في المسيحية، و(إبراهيم) في الإسلام، و(أبرام) في اليهودية، ولا يوجد شخص يرمز إلى إمكانية الوحدة بين جميع هذه الديانات أفضل منه".
بينما الكاتب والإعلامي اليمني، عصام القيسي ربط بين هذه التسمية وبين الترويج للديانة الإبراهيمية، موضحا أن "الإبراهيمية فكرة جريئة تطمح لإيجاد صيغة توافقية بين الأديان الثلاثة التي تنتسب إلى إبراهيم عليه السلام، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، تمثل هذه الصيغة الحد الأدنى المشترك بينها في الإيمان".
وعن دور الإمارات في الترويج للديانة الإبراهيمية وإعادة تشكيل المنطقة من جديد، لفت عصام القيسي إلى أنها "فيما يبدو أنها تشكل رأس حربة في مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط الأجدد، الذي تختفي فيه معالم العروبة والإسلام لصالح الرؤية التواراتية الصهيونية، وما (البيت الإبراهيمي) هناك إلاّ إحدى المؤسسات المناط بها العمل لتمكين مشروع الديانة الإبراهيمية الجديدة".
ويعود استخدام "السلام الإبراهيمي" إلى مناخات "كامب ديفيد"، وإلى دراسة نشرها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، تحت عنوان "دماء إبراهيم "
والمقصود بـ"السّلام الإبراهيمي" المزعوم هو تسويق الطبعة العربيّة والإسلاميّة الجديدة من "كامب ديفيد" و"أوسلو" و"وادي عربة"، والتي امتدَّت من الخليج إلى المغرب.
وذلك التسويق الذي جرى باسم "سلام أبناء إبراهيم"، تزوير واضح للتاريخ وطبيعة الصراع الدائر في المنطقة بين التحالف الإمبريالي - الصهيوني - وقوى التحرر والمقاومة.
لقراءة التفاصيل ( من هنا )