"الجزيرة نت": السيسي لا يزال لديه شيك على بياض لقمع المصريين
الاثنين - 5 يوليو 2021
نشر موقع "الجزيرة" باللغة الإنجليزية مقالاً للكاتب المصري أحمد مفرح، وهو محام حقوقى ومدير كوميتي فور چستس وهي جمعية مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان مقرها في جنيف، بعنوان "السيسي في مصر لا يزال لديه شيك على بياض للقمع"
قال مفرح: "إن تأكيد أحكام الإعدام الاثني عشر هو ذروة واحدة من أكثر المحاكمات هزلية في تاريخ مصر، والتي تناولت الفض الوحشي لاعتصام الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية في القاهرة بعد الانقلاب. وبدلاً من مقاضاة قوات الأمن التي ارتكبت ما وصفته هيومن رايتس ووتش بأنه “أحد أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد في التاريخ الحديث” ، قامت السلطات المصرية بمحاكمة قادة الاعتصام. وسُجن العديد ممن نجوا من المذبحة في ظروف ترقى إلى القتل العمد مع سبق الإصرار، وتوفي عدد منهم بالفعل في السجن، بمن فيهم مرسي نفسه".
أضاف: "كانت أجهزة المخابرات تجهز الرأي العام منذ عدة أشهر لتحرك محتمل ضد قادة اعتصام رابعة، بالإضافة إلى حملة إعلامية لشيطنة التظاهرات المناهضة للانقلاب، فقد بث مسلسل تلفزيوني في رمضان صور المتظاهرين على أنهم إرهابيون، مع إعفاء القوات الأمنية من أي مسؤولية عن المجزرة.
في مايو، عندما شنت إسرائيل هجومها الأخير على غزة ، انتهز السيسي اللحظة ببراغماتية غير مسبوقة ليبرز كوسيط مهم للسلام ومدافع عن المصالح الغربية. لقد توسط في وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي أشاد به الغرب على نطاق واسع".
في غضون ذلك، واصل السيسي إعادة تموضعه بالابتعاد ببطء عن أبو ظبي. وتحسنت علاقاته مع قطر، لدرجة أن أحكام الإعدام تم تأييدها بينما كان وزير خارجيته سامح شكري في الدوحة يتحدث إلى قناة الجزيرة.
من ناحية أخرى، فقد خصوم النظام – الإخوان المسلمون – أرضهم السياسية تدريجياً في مواجهة الهجوم الدبلوماسي للنظام في المنطقة".
تابع مفرح: "نجح القمع الداخلي في إسكات كل المعارضة في مصر، بدعم نشط من القضاء. ومنذ اغتيال النائب العام هشام بركات في عام 2015، عمد النظام إلى إخضاع وتحويل النظام القضائي إلى سلاح ضد خصومه. والأرجح أن الإعدامات ستنفذ، إذ لا توجد مؤشرات على وجود رد فعل حاد من الغرب أو المجتمع الدولي ككل.
وكبديل لذلك، قد يصادق السيسي على أحكام الإعدام لكنه يؤجل تنفيذها إلى أجل غير مسمى من أجل استخدامها كورقة مساومة مع خصومه في الخارج، أو في حالة ظهور ضغوط خارجية على حقوق الإنسان أو التحول الديمقراطي".
وانتهى الى القول: "صمت المجتمع الدولي على حملة السيسي التدريجية لإبادة المعارضة يقف في تناقض حاد مع الأحداث الأخيرة في لاهاي، حيث تم تأكيد الحكم بالسجن المؤبد على القائد العسكري الصربي راتكو ملاديتش، الملقب بـ “جزار البوسنة.
ملاديتش والسيسي كلاهما قاتل متمرس، لكن وظيفة أحدهما انتهت، في حين أن الآخر يزدهر وسط الإفلات من العقاب.
المصدر الجزيرة نت باللغة الإنجليزية