إيكونوميست: السيسي وجنرالاته يتبعون أساليب المافيا للاستيلاء على الشركات

السبت - 23 أبريل 2022

فضحت صحيفة الايكونوميست نظام السيسي وابتزازه لرجال الاعمال، مؤكدة أن مصر مكان غير جاذب للمستثمرين، والدليل على ذلك ما يقوم به السيسي من ابتزاز لشركة جهينة وسجن صاحبها صفوان ثابت وابنه.

أكدت في تقرير نشرته 23 أبريل 2022 إن جنرالات الجيش يستولون على كل ما يريدون، وأنهم حاولوا الاستيلاء على شركة جهينة أكبر شركة لتصنيع الألبان والعصائر في مصر.

وأوضحت أن شركة جهينة، واحدة من أكثر الشركات المصرية قيمة في بورصة القاهرة، وفي أي بلد آخر يمكن اعتبارها مفخرة قومية، لكن في حكم العسكريين تعرضت للابتزاز على طريقة عصابات المافيا، بعد أن رفض صاحبها صفوان ثابت تسليم الجيش حصة حاكمة في الشركة، فسجنوه، وأن مصر بيئة طاردة للاستثمار

بحسب ايكونوميست، بدأت مشاكل جهينة عندما قررت السلطة الاستيلاء عليها، فبعد أن رفض مؤسسها، صفوان ثابت، التنازل عن 51% من أسهم شركته، أُلقي به في سجن سيئ السمعة بسبب ما يجري فيه من تعذيب، وعندما رفض ابنه سيف نفس الصفقة، انضم إلى والده في السجن.

أوضحت أن السلطة تتهم آل ثابت بتمويل الإرهاب حيث كان جد صفوان وعمه ينتميان لجماعة الإخوان المسلمين إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن بعد إطاحة الجيش في انقلاب قاده الفريق آنذاك عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 صُنِّفَت الجماعة على أنها إرهابية ومحظورة.

وأوضحت الصحيفة أن عائلة "ثابت" تصر على أنه لا علاقة لهم بالإخوان لكن الأب والابن أمضيا في السجن أكثر من عام، ولم تنظر المحاكم في قضيتهما.

وأوضحت أيكونوميست أن عائلة ثابت جزءاً من المؤسسة الحاكمة حيث كان صفوان ودوداً مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وسافر إلى الخارج مع وفود حكومية لجذب المستثمرين وتقديم المشورة للوزراء.

وبعدما أن أصبح السيسي رئيساً في عام 2014، تبرع ثابت الأب بمبلغ 50 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر لمشاريع التنمية وكان السيسي سعيداً بتلقِّي الأموال من أفراد عائلة ثابت، رغم صلاتهم المزعومة بالإخوان بحسب ما تقول المجلة البريطانية.

شركة رامي شعث

مثالٌ آخر أوردته الايكونوميست هو رامي شعث الذي قالت إنه رجل أعمال ناجح تنتج شركته أجهزة إلكترونية لتتبع استخدام الكهرباء والمياه والغاز لشركات المرافق العامة.

أوضحت أنه عندما رفض السماح لشركة عسكرية بمشاركة تقنيته، بدأت شركات المرافق في إلغاء العقود لشركته.

ونقلت المجلة عن شعث قوله: «بدأنا في الإفلاس، ليس لأن أداءنا كان ضعيفاً، ولكن لأن الجيش كان يضغط علينا»، وأكدت أنه بصفته منتقداً للسيسي، تم اعتقاله لأكثر من عامين بتهم إرهاب غير محددة، ولم يُحاكَم مثل ثابت الأب والابن.

وتوضح ايكونوميست أنه في ديسمبر 2021 ظهر السيسي على شاشة التلفزيون وهو يضغط على ثلاثة من مالكي شركات البناء لقبول التأخير في سداد مدفوعات الدولة لهم لبناء الطرق والجسور.

قالت: ابتسم رجال الأعمال بخجل وأذعنوا لأنه ماذا كان سيحدث لهم لو رفضوا؟

أوضحت أن قلة من رجال الأعمال يجرؤون على الوقوف في وجه الجيش ويُظهِر التعامل مع ثابت وابنه ما يمكن أن يحدث إذا فعلوا ذلك.

وذكرت أن الجيش يحصل على إعفاءات ضريبية خاصة وإعفاءات جمركية، ويبع كل شيء من اللحوم حتى البسكويت.

أشارت لفتح السيسي مدينة سايلو الصناعية للمواد الغذائية العام الماضي، وهي عبارة عن مجمع لمصانع المواد الغذائية يشرف عليها الجيش مشيره لأن شعار الشركة، «العالم له طعم جديد»، مسروق من حملة جهينة «العالم له طعم جميل».

ونوهت لأن شركة الجيش تريد فتح مصنع حليب خاص بها وأنه بعد اعتقال سيف ثابت، عرض سيف إدارة عمليات شركة الجيش مقابل راتب رمزي بشرط أن تترك السلطة شركة جهينة وتطلق سراحه هو ووالده، لكن العرض رُفِض.

وتقول ايكونوميست أن سيف قال من داخل السجن: «إذا أخذوا جهينة، سوف يدمرونها ولن أسلم ما بناه والدي»، وعندما ظهرت زوجة ثابت في مقطع فيديو على فيسبوك تتوسل لإطلاق سراحه هو وابنها تم استدعائها للاستجواب وتهديدها.

وطلب منها أن تصمت أو تواجه نفس المصير، وحي تُوفيت الشهر الماضي إثر إصابتها بالسرطان، منع النظام مئات المعزين من حضور جنازتها.

المصدر: علامات أونلاين