"أوراسيا ريفيو": تنافس شرق أوسطي لتشكيل جيل جديد من المسلمين!

الأربعاء - 23 يونيو 2021

تحت عنوان (قوى الشرق الأوسط تتنافس في تشكيل الجيل القادم من المسلمين)، قال جيمس م. دورسي، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، في تحليل كتبه لـ"أوراسيا ريفيو"، اليوم الأربعاء: " يبرز التعليم كنقطة اشتعال رئيسية في الرؤى المتنافسة لعالم إسلامي مستقبلي. من المرجح أن تشكل المفاهيم المتنافسة التي يتم غرسها في الجيل القادم ما يرقى إلى معركة من أجل روح الإسلام.

تشير التقارير التي نشرها في وقت سابق من هذا العام عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-SE)، ومقره إسرائيل، إلى الاختلاف في المقاربات التعليمية.

في أحد طرفي الطيف توجد باكستان وتركيا و قطر، والأخيرة ترى أن الدعم العالمي للإسلام السياسي، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، هو أفضل دفاع لها ضد نموذجي الحكم السعودي والإيراني.

وفي الطرف الآخر، توجد السعودية والإمارات و مصر وغيرها من الدول التي تتجه لتطبيق ليبرالي للشريعة الإسلامية يسترشد بمبادئ التسامح والشمولية.

السعودية قلصت تمويل رابطة العالم الإسلامي، التي كانت ذات يوم وسيلة رئيسية في الترويج السعودي للمحافظين المتطرفين، لنشر ما تسميه رسالة المملكة الحديثة المتمثلة في التسامح والتواصل بين الأديان، كما تستخدم السعودية بعض الجمعيات الإسلامية الكبرى- في إندونيسيا مثلا- لضرب قوى الصحوة الإسلامية ومناهضة جمعيات تحمل فكر الإخوان المسلمين.

على نفس المنوال، استخدمت الإمارات العربية المتحدة ، بدعم من المملكة العربية السعودية ، قوتها الدينية الناعمة ونفوذها التجاري والاقتصادي للضغط من أجل سياسة فرنسية أكثر صرامة تجاه الإسلام السياسي قبل الحملة التي بدأها الرئيس إيمانويل ماكرون.

لقد مُنح ماكرون غطاءً إسلاميًا ترحيبًيا لاستهداف الإسلام السياسي وتركيا بينما يستعد لانتخابات عام 2022 حيث تلوح في الأفق ماري لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف والقومي والمناهض للهجرة.

وكجزء من الحملة على الإسلام السياسي، طلبت فرنسا من الأطفال الذهاب إلى المدرسة من سن الثالثة، كما ألغت جميع خيارات التعليم المنزلي أو تشغيل المدارس الممولة من القطاع الخاص.

في المقابل، أعلن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان عام 2018 أن "الهدف المشترك للنظام التعليمي هو تنشئة أشخاص صالحين" وتحدث عن "جيل تقي" "سيعمل على بناء حضارة جديدة" من أجل روح الإسلام.

و يكتسب الاختلاف في المقاربات التعليمية أهمية إضافية، لأن الدول التي تتنافس على قيادة العالم الإسلامي، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وكذلك إيرا ، تصدر رؤاها لما يمثله الدين بطرق متنوعة. ويشمل هذا تمويل المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية في بلدان ثالثة والضغط من أجل السياسات التي تعزز نهجها وتواجه نهج منافسيها.

المصدر       أوراسيا ريفيو