مصر تبدأ "تبريد ملف سد النهضة" وتقبل بالعودة لمائدة التفاوض!

الاثنين - 12 يوليو 2021

شهد ملف سد لنهضة كثير من التورات خلال اساعات لقليلة الماضية ، ومنها مصر تبدأ "تبريد ملف سد النهضة " وتقبل بالعودة لمائدة التفاوض،  و الاتحاد الأفريقي يجهّز لجولة مفاوضات جديدة تستمر بالتزامن مع أستمرار الملء الاثني، والخارجية الامريكية تؤكد  لا مجال للحل العسكري على الإطلاق واتفاقية المبادئ هي اساس الحل، وتزامن ذلك مع تصريحات سخر منها النشطاء، حيث  أكد الشيخ علي جمعة أنه  يتوقع هبوط الأرض تحت سد النهضة، ونشطاء  عبر موقع التواصل أكدوا ان النظام يستخدم  الدين والأوهام لامتصاص الغضب المتصاعد من فشله في مواجهة الأزمة ، ويسعي لتبريد "ملف السد" وهذه خيانة للوطن والشعب، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

الاتحاد الأفريقي يجهّز لجولة مفاوضات جديدة

في حلقة جديدة من حلقات تبريد قضية سد النهضوة ، والقبول بالواقع الجديد الذي فرضته أثيوبيا ، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن الاتحاد الأفريقي، ممثلاً بمفوضيته والكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد، خاطب كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا خلال اليومين الماضيين، لدعوة الوفود الاستخبارية والدبلوماسية والفنية إلى جولة مفاوضات جديدة في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، خلال الأسبوعين المقبلين على أقصى تقدير، قبل أن تعلن أديس أبابا الانتهاء من مرحلة الملء الثاني لسد النهضة بحلول الأسبوع الأخير من شهر يوليو/ تموز الحالي.

ويهدف الاتحاد إلى تخصيص هذه الجولة، لحوار واسع بشأن كيفية استئناف المفاوضات، على أساس ما سبق الاتفاق عليه في جميع المفاوضات السابقة، وعلى رأسها مسوَّدة اتفاق واشنطن التي وقّعتها مصر منفردة في ربيع 2020، على أن يُعاد التفاوض في عدد من النقاط في هذه المسوَّدة دون المساس بجوهرها، وبما لا يعيد النقاش في المسائل التي حُسمَت بالفعل

وأضافت المصادر أن اتصالات الاتحاد الأفريقي لا يمكن اعتبارها مبادرة جديدة، لكنها تأتي في إطار تنسيق ثنائي رفيع المستوى بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، والبيت الأبيض، مدعوماً باتصالات أخرى من الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومفوضية الاتحاد الأوروبي، والصين. وتهدف الخطوة إلى البناء على مشروع القرار الذي قدمته تونس، والذي لم يبتّ فيه مجلس الأمن الدولي حتى الآن رسمياً، والإسراع في تنفيذ فحواه، بالعودة السريعة إلى المفاوضات بخريطة طريق محددة لا تستغرق أكثر من 6 أشهر.

وتريد الجهة الداعية تجنب أن يتطور الأمر في أروقة الأمم المتحدة إلى خلاف بين الدول التي تراهن عليها مصر والسودان والجامعة العربية، للضغط لإصدار بيان بشأن القضية يحمل توصيات محددة بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وبين الدول التي لا ترغب في استحداث سابقة لتعرض المجلس لقضية مياه عبر الحدود، كالصين وروسيا.

وأوضحت المصادر أن مصر والسودان يبديان مرونة كبيرة في الاتصالات الحالية بعد جلسة مجلس الأمن الخميس الماضي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإحداث تقدم، ولو بدرجة طفيفة، قبل الإعلان الإثيوبي عن انتهاء الملء الثاني. وبالتوازي مع ذلك، لا يزال الفريقان الدبلوماسيان للبلدين في الأمم المتحدة، يكثفان جهودهما لاستصدار البيان المأمول، حيث حصلا على وعد من ثلاث دول كبرى من أعضاء المجلس، لم تسمّها المصادر، بالسعي بقوة لإصدار البيان حال تعذر الاتصالات الأفريقية لاستئناف المفاوضات قبل انتهاء الملء الثاني، واستمرار تعنت إثيوبيا في تأسيس الجولة الجديدة على مسوَّدة اتفاق واشنطن.

وذكرت المصادر أن عدداً من الدول الأعضاء الدائمين والحاليين، ساد بينهم شعور بالغضب نتيجة الخطاب الإعلامي الرسمي الإثيوبي الذي زعم تحقيق أديس أبابا انتصاراً دبلوماسياً، في ظلّ امتلاكها عدداً ضئيلاً من الأصوات المتراخية في إلزامها باستئناف المفاوضات، كروسيا وكينيا، والهند التي جاء موقفها تحديداً محبطاً لمصر بعد تعهدات سابقة بالمساندة. لكن هذا الغضب لم يترجم في صورة عملية مساندة لمساعي مصر والسودان، ولا سيما مع ترابط مصالح عدد من الدول مع الصين وروسيا من جهة، ووجود إشكاليات خاصة تعرقل تعرض مجلس الأمن لقضية المياه العابرة للحدود، واتجاه الأمانة العامة للأمم المتحدة والأجهزة التنفيذية المعنية إلى أن التحرك الدولي في هذه الحالة يجب أن يكون محكوماً بوقوع الضرر الفعلي على مصر والسودان، الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة.

وشدّدت المصادر على أن من عناصر ضعف الموقف المصري والسوداني في هذه النقطة الإشكالية لدى شرحها للدول الأخرى، أن المبدأ الثالث من اتفاق المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في مارس/ آذار 2015 لا يتحدث عن الضرر المحتمل، بل يلزم الجانب الإثيوبي بـ"اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لتجنب التسبب في ضرر ذي شأن، خلال استخدامها للنيل الأزرق". ويتضمن المبدأ الثالث أنه "في حالة حدوث ضرر ذي شأن لإحدى الدول، فإن الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر، عليها، في غياب اتفاق حول هذا الفعل، اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر، ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسباً". وتنفي جميع البيانات المقدمة من إثيوبيا، وكذلك المفوضيات الدولية والإقليمية ذات الصلة، وقوع "ضرر ذي شأن" على المصالح المائية حتى الآن، بما يصعّب أكثر إمكانية القفز على الاشتراطات التي حدّدها اتفاق المبادئ لتخفيف أو منع الضرر أو التعويض عنه.

استمرار الملء الثاني

وفي السياق الفني للقضية، قال مصدر إثيوبي مطلع إنّ من الوارد استمرار الملء حتى شهر أغسطس/ آب المقبل، لزيادة كمية المياه المحتجزة من المياه لتتجاوز بالفعل 13 مليار متر مكعب، وهي كمية أقل بنحو نصف مليار مما كان مستهدفاً بالملء خلال العام الحالي، مع مراعاة استمرار تصريف المياه من فتحتي التدفق لوقت أطول، ريثما تتمكن السلطات من تعلية الممر الأوسط للسد بصورة مناسبة للكمية المذكورة.

وأضاف المصدر، لـ"العربي الجديد"، أنه في حال التمكن من تخزين نحو 7 مليارات متر مكعب بحلول الأسبوع الثالث من الشهر الحالي، والحفاظ على مستوى البحيرة في ظلّ زيادة الفيضان بنسبة تصل إلى 75 في المائة على ما كان في ذات التوقيت العام الماضي، فقد تجد إدارة المشروع هذا الوضع ملائماً لزيادة وقت التخزين، بالتوازي مع التعلية، وبما يمكنها من إضافة 6 مليارات متر مكعب أخرى خلال الشهر المقبل.

وبعد انتهاء الملء الثاني، ستبدأ فترة مختلفة من التشغيل والتصرف في المياه لم تختبرها دولتا المصب من قبل، حيث ستبدأ إثيوبيا باستغلال المياه المخزنة في توليد الكهرباء، وفي الوقت ذاته سيسمح الممر الأوسط للسد بعد انتهاء المرحلة الحالية من التعلية بمرور ما يفيض عن مستوى البحيرة إلى وادي النيل.

  يريد الاتحاد حواراً واسعاً لاستئناف التفاوض على أساس الاتفاقات السابقة، وعلى رأسها مسودة اتفاق واشنطنحصلت مصر والسودان على وعد من 3 دول كبرى بمجلس الأمن، بالسعي لإصدار بيان حال تعذر الاتصالات الأفريقية

أساسان لحل " الأزمة"

وفي سياق متصل ، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء امس الأحد  ، إن اتفاق المبادئ الموقع عام 2015، بين مصر والسودان وإثيبويا، حول سد النهضة، وإعلان الاتحاد الأفريقي الصادر في يوليو/تموز 2020، هما أساسان مناسبان لبناء حل نهائي للقضية

ولفت المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية "سامويل وربيرج"، إلى أن بلاده قلقة من استمرار أزمة سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا، ويواجه تخوفات في مصر والسودان.

وذكر أن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم أي مساعدة سياسية وفنية في الأزمة، بما لها من خبرات في هذا المجال ، وأوضح أن الولايات المتحدة منخرطة في هذا الملف، ولديها مشاورات بين مسؤولين في الدول الثلاث عبر المبعوث الخاص للبيت الأبيض "جيفري فيلتمان"، ولديها علاقات جيدة وقوية وتاريخية مع مصر والسودان وإثيوبيا، وأن أي دور ستلعبه واشنطن في أزمة سد النهضة لابد وأن يكون بدعوة من الدول الثلاث.

وأوضح أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض دورها في هذا الملف بدون السماح لها بذلك من قبل الدول الثلاث.

ودعا "وربيرج"، الدول الثلاث إلى استئناف الحوار، قائلا: "ليس هناك أي تقدم في هذه الأزمة بدون حوار، ونريد أن نرى حوار بنتائج وليس حوار من أجل الحوار فقط".

لا حل  عسكري للأزمة

كما قال سامويل وربيريغ إن الولايات المتحدة تحث أطراف أزمة سد النهضة الثلاثة على استئناف الحوار تحت مظلة الاتحاد الأفريقي وتعتقد أنه لا مجال للحل العسكري على الإطلاق.

وأضاف في لقاء على الجزيرة مباشر أن الولايات المتحدة ترى أنه ليس هناك حاجة لنشوب حرب جديدة في القارة الأفريقية بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى مؤكدًا على حتمية الحل السلمي عبر التسوية التفاوضية

وتابع “أي خطوة مثل ملء السد بشكل أحادي أو تصريحات غير مسؤولة من أي جانب تستبعدنا جميعًا من استئناف الحوار والمضي قدمًا في طريق التفاوض”.

وحول المدى الزمني الذي يتوقع أن يتم فيه التوصل لاتفاق بشأن السد، قال إنه ليس من الممكن التكهن بالنتيجة وليس على الولايات المتحدة أن تفرض الحل أو تضغط على أي طرف من الأطراف للجلوس على طاولة الحوار.

موقف الجامعة العربية

وفي سياق متصل ،  قال السفير ماجد عبدالفتاح، المندوب الدائم للجامعة العربية بالأمم المتحدة، إن مجلس الأمن لديه حالة من التردد في التعامل مع ملف سد النهضة

وإن جلسة مجلس الأمن بشأن ملف سد النهضة كانت كاشفة عن الاستعداد الواضح لدعم الاتحاد الإفريقي، موضحًا أن ذلك ما ضمنته مصر والسودان في مشروع القرار الذي تقدمت به تونس للمجلس.

وأشار إلى عقد مشاورات بين الأطراف المعنية والاتحاد الإفريقي، ذاكرًا أن أعضاء مجلس الأمن ليسوا خبراء في قضايا المياه ليحكموا على قانونية الملء الثاني وإن كان سيلحق الضرر أو يحقق مصلحة

وأوضح أن الذهاب لمجلس الأمن بمثابة التقاضي في المحكمة والذي يكون به شقين إجرائي وآخر موضوعي، مضيفًا أن المجلس استمع للأطراف المعنية ويدرس الملفات ليقرر قبول الدعوى كما هو الحال في المحكمة

وتابع: «لازلنا في مرحلة الدعوى القائمة، ومجلس الأمن لديه حالة من التردد في التعامل مع ملف سد النهضة»، قائلًا إن معظم دول مجلس الأمن تتوارى خلف الموقف الإفريقي.

جمعة يتوقع هبوط الأرض

وفي سياق متصل توقع مفتي مصر السابق "علي جمعة" انهيار سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، ويثير مخاوف في مصر والسودان، لافتا إلى أن "العالم سيسمع كل يوم عن هبوط الأرض التي بُني عليها السد".

ولم يوضح "جمعة"، المزيد حول ما ذكره، ولا أسباب ذلك، وما هي رؤيته في ذلك، أو حتى ذكر توقيت الانهيار، وانتقل للهجوم على مفتي إثيوبيا "عمر إدريس".

وأضاف في رد على بيان مفتي إثيوبيا الذي يدعم بناء السد: "مفتي إثيوبيا جاهل بالدين، حين استدل بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حول المياه".

وتابع خلال لقاء تلفزيوني: "حديث مسلم الذي استشهد فيه مفتي إثيوبيا بأن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاءه (الزبير) ومعه جار له من الأنصار يتنازعان على مجرى الماء، فقال الرسول: (اسْقِ يا زبير، وأرسل الماء إلى جارك)، وبالتالي يجب أن تسقي ثم ترسل الماء إلى جارك، وهذا الحديث يدل على أنه يجب علينا سيلان الماء فورًا بعد الحصول على حصتنا منه".

واتهم مغردون النظام بمحاولة استخدام الدين، والأوهام لامتصاص الغضب المتصاعد، من فشله في مواجهة الأزمة.