!!إثيوبيا تبدأ الملء الثاني لسد النهضة .. ومصر تلجأ لمجلس الأمن
الخميس - 1 يوليو 2021
كشفت صور حديثة عبر الأقمار الصناعية عن بدء إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة..
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، "عباس شراقي"، إن الصور أظهرت ارتفاع منسوب البحيرة 565 مترا، بحوالى نصف متر عن الأسبوع الماضي.
موضحا أن كميات مياه الأمطار والتصريف من بحيرة تانا التي تصل إلى سد النهضة تصل حاليا حولى 150 مليون متر مكعب.. يمر منها من خلال الفتحتين حوالى 50 - 60 مليون متر مكعب ويحجز الباقى نتيجة رفع خرسانة الممر الأوسط ..
وان إيراد الأمطار سوف يزداد تدريجيا إلى السد إلى أن يصل إلى أكثر من 600 مليون متر مكعب يوميا فى شهر أغسطس المقبل... وتقدر كمية المياه التي زادت هذا الأسبوع بحوالي 250 مليون متر مكعب عن الأسبوع الماضي ليصل حجم البحيرة إلى حوالي 4.25 مليار متر مكعب.. وقد وصلت إلى 4.9 مليار متر مكعب في أغسطس الماضي .
وتابع " شراقي " : سوف يتعدى منسوب بحيرة سد النهضة ما وصلت إليه العام الماضي في بداية الأسبوع القادم ... ليبدأ التخزين الحقيقي لهذا العام وإن انخفضت كميته من 13.5 إلى أقل من 4 مليارات متر مكعب .
ومن جانبه رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حل الأزمة عسكريا ، مشددا على أن : " ملف سد النهضة يمكن حله فقط بالحوار بين أطراف الأزمة.. ولا حلول عسكرية لهذه الازمة .. ونجري اتصالات مع أطراف "الازمة" ونطالب باستئناف "حوار هادف" .. وندعم جهود الوساطة المبذولة من قبل الاتحاد الأفريقي "
وقال غوتيروش : " نتنابع الموقف عن كثب خاصة أنه يتعين علينا أن نضع في الحسبان أن هناك مجتمعات تعتمد بشكل كامل على نهر النيل في حياتها وأن ازدهار دول مثل مصر والسودان وإثيوبيا يعتمد على مياه النهر "
فيما أشار وزير الري المصري إلى تقديم ملف شامل للأمم المتحدة بشأن سد النهضة لحفظ حقوق مصر .. وينتظر حاليا قرار مجلس الأمن .
وأضاف " عبد العاطي" : " سأجري جولة خلال الفترة المقبلة إلى دول إفريقية لافتتاح مشاريع تنموية نفذتها مصر ... ولم يعلن عن تفاصيلها أو موعدها أو الدول التي تستهدفها الزيارة..
وسبق وأن أكد وزير الخارجية المصري "سامح شكري" أن مصر أرسلت خطابًا لإحاطة مجلس الأمن بما تم التوصل إليه في مفاوضات سد النهضة على مدار السنوات الماضية بما فيها السنة الماضية.. كما وجهت وزيرة الخارجية السودانية "مريم الصادق المهدي" الأسبوع الماضي خطابا إلى مجلس الأمن طالبت فيه بعقد جلسة طارئة لبحث "أزمة السد ".
وسوابق من الفشل المصري داخل أروقة الأمم المتحدة تهدد الجولة الجديدة .. و تضاءل فرص عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لنظر الشكوى السودانية المصرية ضد إثيوبيا لإجبارها على عدم إتمام الملء الثاني لسد النهضة
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد": " فرنسا الرئيس الجديد لمجلس الأمن وعدت بإدخال قضية سد النهضة على جدول الأعمال العادي لجلسات هذا الشهر والذي سيتم إعلانه قريباً "
" وهناك ضغوط على إثيوبيا لحملها على قبول المقترحات الوسيطة لتجزئة الاتفاق .. أو التوقيع السريع على اتفاق مرحلي خاص بالملء فقط وفقاً للشروط السودانية"
ووفق المصادر :ه ناك مواقف سلبية حتى الآن من قبل الصين وروسيا لعرقلة عقد الاجتماع ... واحتمالات الفشل في اتخاذ موقف أممي تجاه ملف "السد" قائمة .
وخبراء: لجوء مصر للأمم المتحدة بشأن سد النهضة عديم الجدوى.. و توقيتها خطأ لأنها تأخرت كثيرا.. ونحذر من رد فعل إثيوبي بصفعة جديدة من قبيل بناء سدود جديدة أو بدء الملء الثاني من جانب واحد في محاولة من أبي أحمد لاستعادة شعبيته المتراجعة
ونوه خبير السدود محمد حافظ أن : " توجه مصر لمجلس الأمن خطأ... لأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن غير مختصين بهذه النوعية من المشاكل .. وأقصى ما يمكن فعله هو تحويل الأزمة إلى البنك الدولي كما حدث بين الهند وباكستان وغيرها من مشاكل من هذا النوع "
ووافقه في الرأي خبير العلاقات الدولية السيد أبو الخير قائلا : " هذه الخطوة لن تفيد مصر والسودان كثيرا.. لأن مجلس الأمن به دول متحالفة مع إثيوبيا وستستعمل حق الفيتو كما أن مجلس الأمن ليس المختص الأول .. لكن الاتحاد الأفريقي أولى به وأنفع وأجدى "
من جانبه يرى رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري :" ذهاب مجلس الأمن ينطوي على أحد أمرين .. إما أن هناك قرارا قد تم اتخاذه بتدمير السد الإثيوبي وهذه الخطوات ما هي إلا غطاء دبلوماسي وقانوني وهذا مستبعد .. وإما أن نظام السيسي متواطئ مع البنك الدولي -المالك الحقيقي لمشروع السد- وكل تلك الخطوات ما هي إلا تأمين للسيسي وأركان حكمه من أي محاكمات مستقبلية بالتفريط في مياه النيل "
ومن جانبه .. يرضخ السيسي للأمر الواقع ويؤكد في احتفالية 30 يونيو على الاعتماد على مياه الصرف المعالجة في ري الأراضي الزراعية .. ومشروع الدلتا الجديدة يستهدف استصلاح نحو 2.5 مليون فدان و سيتم استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري هذه الأراضي وسيكلف الدولة المليارات من الجنيهات !
وخبراء يشيرون إلى أن كل تصريحات السيسي تؤكد على عدم قدومه على أي حل عسكري .. وتنم عن رضوخ كامل للواقع الذي فرضته أثيوبيا ..